توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو يتسلل الرئيس للمترو!

  مصر اليوم -

لو يتسلل الرئيس للمترو

سليمان جودة

فى مايو الماضى كنت فى لندن، وركبت المترو لأربع محطات ذهاباً وإياباً، دفعت فيها خمسة جنيهات إسترلينية، تعادل 60 جنيهاً مصرياً.. أو تزيد!

يومها كتبت أتساءل عما يدفعه المواطن هنا، إذا ركب مترو القاهرة، لأربع محطات أيضاً.. وقلت إن هذا المواطن إذا أخذ المترو من محطة الدقى، مثلاً، ثم مر بمحطة السادات، فمحمد نجيب، ونزل فى العتبة، فسوف يدفع جنيهاً، وإذا عاد فسيدفع جنيهاً آخر، ليكون الفارق بين المدفوع فى المسافة نفسها بين لندن، والقاهرة: 58 جنيهاً مصرياً.

أذكر أن أحد السادة القراء قد كتب معلقاً على ما كتبت، فقال: طبعاً ذكرت كل شىء، إلا فارق الدخل بين هنا، وهناك!

وهى ملاحظة للقارئ فى محلها تماماً، لابد أن تؤخذ فى الحسبان، ونحن نقرأ للرئيس فى خطابه، أمس الأول، أن آخر محاولة لرفع تذكرة المترو عندنا كانت من 12 سنة، وأن القيمة الحقيقية للتذكرة التى يدفع فيها الراكب جنيهاً واحداً هى أكثر من عشرة جنيهات!

الرئيس يتكلم صح.. لكن.. هل يذكر الرئيس أن محاولة جرت، قبل عدة أشهر، لرفع قيمة التذكرة، وأنه هو الذى تدخل وأوقفها؟!

ثم إن الأمانة تقتضى منا أن نقول إن الحكومات المتوالية، على مدى الـ12 سنة التى ذكرها الرئيس، لم تتدخل لرفع قيمة التذكرة، ليس لأنها كحكومات لم تكن تريد أن تتدخل، وإنما لأنها كانت تعرف، ولاتزال تعرف، أن دخل راكب المترو، سواء كان موظفاً، أو طالباً، لا يحتمل أن تصبح قيمة التذكرة أعلى مما هى عليه.. ولو كان يحتمل، لكانت التذكرة قد ارتفعت تلقائياً، وما كنا فى حاجة إلى كل هذا الصخب، حول موضوع يجرى فى بلاد أخرى، فى هدوء، ودون مشاكل!

ثم إن هناك بُعداً آخر هو: هل يضمن الرئيس للمواطن مستخدم المترو أن يجد خدمة أفضل فى انتظاره، إذا ارتفعت قيمة التذكرة؟!.. إننى أتمنى لو كان فى إمكان الرئيس أن يتسلل وحده، دون حراسة، ودون مقدمات، إلى المترو، ليرى حاله الذى انتهى إليه!

كنا فى بداياته نركبه، لنتصور فيه، من شدة نظافته، وهدوئه، وانتظامه، وانضباطه.. ولكنك الآن مدعو إلى النطق بالشهادتين، إذا خرجت منه سالماً!

القضية الأكبر هى أنك كدولة، إذا كنت سترفعين سعر سلعة، أو خدمة، فهذا حقك.. غير أن من حق المواطن، مستهلك الخدمة، أو السلعة فى المقابل، أن يجد سلعة أفضل، وخدمة أفضل، وأن يشعر بتحسن، ولو طفيفاً، فى دخله، وإلا كنا نضحك عليه، وهو شىء أظنه لن يرضى به مواطن، بعد ثورتين، فضلاً عن أنه شىء لن يكون موضع رضا الرئيس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو يتسلل الرئيس للمترو لو يتسلل الرئيس للمترو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon