توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام حلو

  مصر اليوم -

كلام حلو

بقلم - سليمان جودة

الذين راهنوا على محكمة العدل الدولية فى قضية الحرب على غزة رفعوا سقف التوقعات إلى سماء بعيدة، فلما قالت المحكمة كلمتها يوم ٢٦ يناير، لم يستطيعوا النزول بسقف توقعاتهم إلى الأرض حيث يعيش الناس.

ولأنهم فعلوا ذلك، فإن أى تقييم موضوعى لقرار المحكمة سوف يتوقف لا شك أمام فجوة عميقة تفصل بين ما صدر عنها، وبين ما لا يزال يُقال عما أصدرته حين انعقدت!.. فالمحكمة فى حقيقة الأمر قالت «كلام حلو» لا أكثر!.

ولأن كل ما قالته «كلام حلو»، فإن الواقع فى قطاع غزة لم يتغير، بعد أن أصدرت حكمها أو قرارها، عما كان عليه قبل أن تقول كلامها الحلو، ولن يتغير فى الغالب إلا إذا استخدم العرب الأوراق السياسية وغير السياسية التى فى أيديهم.. وما عدا ذلك سوف يظل فى خانة الأمنيات التى نتمناها، دون أن ننتبه إلى أن نَيْل المطالب ليس بالتمنى كما قالها الشاعر من زمان.

بالتأكيد ليس هذا تقليلًا من الجهد الذى قامت به دولة جنوب إفريقيا، فلقد أقدمت على ما لم تجرؤ عليه دولة فى العالم، ولا هو تقليل من حجم الدور الذى لعبته من خلال مسؤوليها أمام قضاة المحكمة، فلقد بادروا بما لم يبادر به سواهم، ولكنهم كما قال شاعر آخر قد صح منهم العزم ولكن الدهر أبَى!.

سوف تفتش أنت فيما صدر عن المحكمة، فتجد أنها تدعو إسرائيل إلى اتخاذ التدابير التى تمنع ارتكاب إبادة جماعية فى حق الفلسطينيين، وتضمن تحسين الأوضاع الإنسانية القاسية التى يعيشها أبناء قطاع غزة.. هذا ملخص ما صدر عنها.. فهل ستلتزم به حكومة بنيامين نتنياهو، وهل سيغير فى حقيقته من الوضع المأساوى فى القطاع؟.

هذا هو السؤال؟.. وقد بادر نتنياهو، فأجاب عنه قبل حتى أن تقول المحكمة كلمتها، وكان مما قاله أن قرارها لن يُوقفه، وأنه لا شىء آخر سوف يُوقفه عما يرتكبه فى غزة!. هكذا يبدو الواقع على الأرض، وهكذا نرى العالم فى مأزق وهو عاجز عن فعل شىء للأبرياء الذين يموتون فى غزة كل يوم بلا ثمن.. أما الولايات المتحدة الأمريكية فهى لا تجد حرجًا فى لعب دور المتواطئ فى الموضوع، وأحيانًا تذهب إلى حد أن تكون شريكة فيما تمارسه حكومة نتنياهو، رغم أن واشنطن هى الوحيدة القادرة على فعل شىء يُوقف المأساة.. وليس مطلوبًا منها سوى أن تستخدم ورقة السلاح الذى ترسله لإسرائيل كما قال عضو مجلس النواب الأمريكى بيرنى ساندرز.

ورغم كل ذلك.. فالحل هنا فى عواصم العرب وبينها، لا هناك فى واشنطن، ولا فى أى عاصمة غير واشنطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام حلو كلام حلو



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon