توقيت القاهرة المحلي 08:24:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آية تلد آية

  مصر اليوم -

آية تلد آية

بقلم - سليمان جودة

أطلق طاقم المستشفى فى مدينة حلب اسم «آية» على الرضيعة التى خرجت ناجية من بين أنقاض الزلزال، بينما وضعتها أمها وماتت فى الحال.

وقد بحثوا عن أسرة آية فى المكان، فلم يعثروا لأحد منهم على أثر، وتبين أن الزلزال، الذى ضرب تركيا وسوريا كما لم يضربهما زلزال من قبل، قد ابتلع والدها وأشقاءها، ومعهم والدتها، التى لحقت بهم بعد لحظات من الولادة.

وإذا كان طاقم المستشفى يتحدث عن التعافى الملحوظ فى صحة آية، فسوف تعيش مختلفة عن كل بنت تحمل اسمها بين سائر البنات.

هى آية حقيقية فى حد ذاتها، وهى اسم على مسمى لأن الركام الذى خرجت من بين أنقاضه يستحيل أن يخرج منه كائن وهو حى، فضلًا عن أن يكون هذا الكائن رضيعة جاءت فى اللحظة.. ولكن المستحيلات ليست كذلك على خالق الأرض والسماء، وما هو مستحيل على البشر ليس مستحيلًا على خالق البشر.

ومن هذه الرضيعة الآية بكل معنى الكلمة، نذهب إلى حديث القرآن الكريم عن الآيات، ففى سورة الإسراء نقرأ فى آخر الآية رقم ٥٩ من آيات السورة ما يقول: «وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا».

وفى الآية التالية لها نقرأ ما يلى: «ونُخوِّفهم فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرًا».

إن الزلازل والبراكين آية من آيات الله، وإذا كانت زلازل الأرض وبراكينها ظاهرة جيولوجية بلغة علماء الجيولوجيا، فهى ظاهرة إيمانية بالمعنى الوارد فى كتاب الله، وما نفهمه من الآية الأولى أن السماء لا ترسل الزلازل بهدف وقوع زلزال فى حد ذاته، وإنما لتخويف الناس لعلهم يرتدعون عما يمارسون ويفعلون على ظهر الكوكب.

ولكن الآية الثانية تقول إن كل الآيات التى أرسلها الله لم تكن كافية لأن يرتدع الناس، ولا كانت تبتعد بهم عما عاشوا يمارسونه من أفعال إجرامية، ولا كانت تردهم عن الطغيان.. بل كان العكس هو الحاصل.. وإلا فما معنى أن يقول القرآن: «ونُخوِّفهم فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرًا».

ولكننا فى حالة الرضيعة السورية نجد أنفسنا أمام آية من نوع فريد لأن الزلزال الذى هو آية مكتملة، قد أخرج آية أخرى من باطنه، والآية الأخرى هى هذه الرضيعة التى جاءت الدنيا من تحت أنقاض فى حجم جبل، والتى رأت النور مجردة من كل أحد ومن كل شىء إلا من الحياة.

صحيح أن أمها هى التى ولدتها بالمعنى المباشر كما تلد كل أم ابنتها، ولكن آية الزلزال قد ولدت من داخلها هذه الآية الرضيعة، وكأن الآيتين المتداخلتين تقولان ما لا تستطيعه الكلمات.. فسبحان الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آية تلد آية آية تلد آية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon