توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جرح السادات!

  مصر اليوم -

جرح السادات

بقلمم سليمان جودة

فى يناير 1977 كانت ثلاث سنوات تقريباً قد مرت على نصر أكتوبر العظيم، وكان النصر له صاحب وحيد اسمه السادات، وكان صاحب النصر يتصور، ومعه الحق طبعاً فى تصوره بمعنى من المعانى، أن المصريين سوف يقفون إلى جواره، فى أى خطوة يخطوها، وأن النصر العظيم الذى تحقق على يديه سوف يشفع له أى شىء.. أى شىء!

اليوم.. مرت سنوات ثلاث أيضاً على ثورة 30 يونيو 2013، وقد كان دور الرئيس فيها عظيماً.. ولكن.. يبقى سؤال يناير 77 نفسه مطروحاً على النحو التالى: إذا كان الرئيس يتحدث اليوم عن احتمال إقدامه على اتخاذ خطوات مشابهة لما اتخذها صاحب نصر 73، فهل يضمن وقوف الملايين ممن سوف تقع عليهم أعباء هذه الخطوات إلى جواره، بمثل ما كان السادات يتصور أن يضمن؟ ثم كانت الحقيقة شيئاً آخر تماماً.

كان السادات فى أثناء اتخاذ خطوات الإصلاح الاقتصادى وقتها متواجداً فى أسوان، وعندما قرر العودة بطائرته فوراً إلى القاهرة أبلغه مساعدوه بأن هبوط الطائرة فى العاصمة صعب، وأن الأحوال فيها، بسبب الاحتجاجات العنيفة على خطوات الإصلاح، تمنع هبوط طائرته!.. وأظن أن السادات قد تلقى وقتها أكبر صدمة فى حياته، عندما اكتشف أن نصر أكتوبر، بكل عظمته، لم يشفع له فى شىء، وأن الذين أحسوا بأن خطوات الإصلاح تفرض عليهم أعباء جديدة قد نسوا صاحب النصر، ثم نسوا معه كل شىء!

بل إن الذين اقتربوا من السادات العظيم فى تلك الأيام يروون أنه بعدها قد صار شخصاً آخر، وبنسبة مائة فى المائة، عما كان عليه قبلها، ويروون كذلك أن انتفاضة الخبز، فى يناير 77، قد أصابته بجرح ظل يلازمه إلى أن مات به، يرحمه الله، فلم يكن يتخيل أن الذين غنوا له، فى أكتوبر 73، سوف يكونون هم أنفسهم الذين ينقلبون عليه، ويتظاهرون ضده، بعدها بثلاث سنوات.. لا أكثر.. لم يكن يتخيل ذلك، ولا يتصوره، لأن نواياه من وراء خطوات الإصلاح كانت جادة فعلاً، وكان يريد أن يضع بها الأساس لاقتصاد سوق حرة، لا تقوم على دعم من الحكومة، ولا على غير دعم!.. لولا أن النوايا الحسنة، أو الجادة، ليست كافية!

إننى أقول هذا كله، ثم أتوجه به صادقاً إلى الرئيس السيسى، لأنى أشعر بأن المطبلين له يحاولون تزيين أى شىء فى نظره، ويدفعونه دفعاً نحو اتخاذ خطوات السادات نفسها، دون أن ينتبهوا، أو حتى ينبهوه إلى أن الوقت غير الوقت، والظروف غير الظروف، داخلياً، ودولياً!

أتوجه بهذه السطور صادقاً إلى الرجل، راجياً إياه أن ينتبه إلى أن نواب البرلمان فى 77 أيدوا خطوات الإصلاح ابتداءً، فلما اندلعت الانتفاضة سحبوا تأييدهم فجأة، وتخلوا عن الحكومة وعن السادات، ووقفوا علانية مع المنتفضين!

فى لحظة الجد لن يجد الرئيس أحداً ممن يطبلون له الآن إلى جواره.. وعندما يتلفت حوله وقتها لن يعثر لأى منهم على أثر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرح السادات جرح السادات



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon