توقيت القاهرة المحلي 07:52:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من تونس الخضراء

  مصر اليوم -

من تونس الخضراء

بقلم - سليمان جودة

فى مرحلة من مراحل حياته، عاش الكاتب الأديب، حسونة المصباحى، فى مدينة ميونيخ الألمانية ٢٠ سنة، فلما عاد إلى بلاده تونس الخضراء اختار أن يقيم خارج تونس العاصمة، وفى المرتين كان يحتفظ بمسافة يحددها هو، سواء بينه وبين بلده فى الحالة الأولى، أو بينه وبين العاصمة تونس فى الحالة الثانية.

هذه المسافة أعطته الفرصة لأن يعرف وأن يتأمل ما عرفه، وعندما كان يجلس ليكتب كان يضع الحصيلة فى صورة من صور الأدب.. وقبل أيام، راح من خلال صفحته على الفيس يزف خبرًا مُفرحًا إلى أصدقائه وقرائه، وكان الخبر أنه فاز بجائزة ابن بطوطة فى أدب الرحلة عن كتابه: أيام فى اسطنبول.

ولم يكن هذا هو الخبر الوحيد المفرح فى حياته مؤخرًا، وإنما كان هناك خبر آخر هو أن روايته الجديدة صدرت عن دار آجورا فى مدينة طنجة المغربية، وأنها صدرت قبل معرض القاهرة للكتاب بأيام، فأتاح لها المعرض أن تصل إلى أيدى القراء.. وكنت حين ذهبت أحصل على نسخة منها قد وجدت الناشر يوسف كرماح فرحًا بها كما يفرح الرجل بنجاح واحد من أبنائه.

الرواية هى «ليلة حديقة الشتاء»، وفيها يجمع المؤلف بين الواقع والخيال، ويخلط بينهما بطريقة مدهشة، ويتحرك مع البطلة «سوزان»، بادئًا من ميونيخ، ومن بعدها إلى إسبانيا، إلى طنجة، إلى تونس، إلى دمشق، إلى بيروت، إلى اسطنبول، التى أتم فيها الرواية، وأرّخ لذلك فى ١٨ من إبريل فى السنة الماضية.

والرواية سيرة ذاتية للكاتب فى جانب منها، ثم هى أدب من صنع الخيال فى الجانب الثانى، وإلى جوار الجانبين جوانب أخرى يصحب فيها الكاتب قراءه فى رحلة ممتدة على مدى سنوات وعيه بالأشياء، وليس أجمل من أن تعيش معه فى طنجة، التى عشقها أدباء كثيرون حول العالم، فجاءوا ليعيشوا فيها ويرتبطوا بها كما يرتبط الطفل بأمه.

لقد عاش فيها أديب فرنسا، جان جينيه، «صاحب يوميات لص»، والذى لما أحس بقرب أجله، أوصى بأن تضم عظامه مدينة العرائش المغربية.. ومن بعده عاش فيها أديب أيرلندا، صمويل بيكيت، صاحب مسرحية «فى انتظار جودو» الشهيرة.. ثم من بعدهما جاء ليعيش فيها أديب أمريكا، بول بوولز، الذى كان يحرص على أن تكون شقته فيها مظلمة ليتعود مسبقًا على ظلمة القبر!.

وسوف تصحب «المصباحى» فى روايته، وهو يصف حياة شاعر العراق، عبدالوهاب البياتى، فى مدريد دون أن يسميه، ولكنك ستستحضر صورة «البياتى»، وستشعر بوطأة الغربة على قلبه ووجدانه، وستراه وهو لا يبغى شيئًا فى دنياه إلا أن يعود إلى بلاد الرافدين، لولا أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!.. وقبل هؤلاء جميعًا، عاش فى طنجة ومات أديب المغرب، محمد شكرى، الذى لا يزال كتابه «الخبز الحافى» هو الأشهر بين أعماله.

يصف حسونة المصباحى نفسه بأنه مخلوق لطرح الأسئلة ورفض الأجوبة الجاهزة، وأن انتماءه هو إلى اللغة العربية، وأن شعبه هُم أصدقاؤه المدسوسون فى جميع أطراف العالم العربى، وأن هذه هى قوته الأساسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من تونس الخضراء من تونس الخضراء



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon