توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما نجد أنفسنا أمامه في كل المرات

  مصر اليوم -

ما نجد أنفسنا أمامه في كل المرات

بقلم - سليمان جودة

يمكن القول إن الحرب على قطاع غزة، التي بدأت بعد هجوم السابع من أكتوبر، قد أنتجت مصطلحات سياسية خاصة بها، وأن هذه المصطلحات قد شاع استخدامها في مرحلة ما بعد ذلك اليوم، وأنها فيما يظهر سوف تستمر معنا لفترة الله أعلم بمداها.

من هذه المصطلحات مصطلح يتكون من كلمتين هما «اليوم التالي» وقد قصدوا به ما سوف يكون في القطاع في اليوم التالي لليوم الذي ستتوقف فيه الحرب بشكل نهائي، لا بشكل مؤقت، ولا بشكل إنساني، ولا بشيء من هذا القبيل.

ويمكن القول أيضاً إن طرفين اثنين هما اللذان أطلقا هذا المصطلح، ثم راح كل طرف منهما يتحدث عن تصوره لما يقصده من وراء ما يقوله، وهذان الطرفان هما الطرف الإسرائيلي ومعه الطرف الأمريكي، وكلاهما لا يكاد يتوقف عن الكلام في الموضوع إلا ليعود إليه. تقدير الطرف الأول أنه سوف يتولى المسؤولية الأمنية في غزة في مرحلة اليوم التالي، ولفترة غير محددة، وقد أعلن ذلك صراحة بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل، وقال إنه يضع تصوره عما يراه في مرحلة لم تبدأ بعد، ولا أحد يعرف متى على وجه التحديد يمكنها أن تبدأ.

والطرف الثاني كان تقديره أنه لا يقبل بما يقوله الطرف الأول بهذا الخصوص، لأن معناه أن يسيطر الإسرائيليون على غزة وأن يستمروا في التواجد هناك، بكل ما لذلك من عواقب يراها بالتأكيد الطرف الأمريكي ويعارض على أساسها ما يتحدث عنه نتانياهو.

وهناك تصورات أخرى عما يمكن أن يكون في اليوم التالي، ومن بينها على سبيل المثال أن تذهب إلى القطاع قوات دولية، وأن تشارك فيها أطراف عربية لم يتم تحديدها، وأن تكون مهمتها حفظ الأمن على امتداد غزة، وبما يضمن ألا يتكرر ما جرى في السابع من أكتوبر.

هذا كله نستطيع أن نفهمه في إطار أنه اجتهاد، وأن الذين يعنيهم اليوم التالي بتفاصيله يجتهدون ويضعون ما يرونه على الورق، ويحسبونه، ثم يعلنونه على العالم الذي تتعلق عيونه بما يجري بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أرض غزة، منذ أن أطلقت «كتائب عز الدين القسام» هجومها في ذلك اليوم الذي لن تنساه الدولة العبرية. ولكن ما بدا أنه ينقص هذا الاجتهاد أنه لم يسأل أصحاب الأرض أنفسهم، الذين هُم الفلسطينيون سواء كانوا في قطاع غزة على شاطئ البحر المتوسط وعلى حدود مصر، أو كانوا في الضفة الغربية على الحدود مع الأردن.

فلا أحد ينكر أن حل الدولتين الذي يتوافق حوله العالم تقريباً، لن يتحقق وحال نجاح المساعي في الوصول إليه، إلا في الضفة والقطاع، وبالتالي، فهناك ارتباط عضوي بين المكانين، وليس من المفهوم أن يكون الحل في القطاع منفصلاً عن الحل في الضفة، لأن القضية فيهما واحدة، ولأن تجاهل أنها واحدة يمكن أن يفرز من جديد أشياء من نوع ما وقع في السابع من أكتوبر.

أعرف أن ما وقع في ذلك اليوم قد أوجع الإسرائيليين كما لم يوجعهم شيء منذ حرب أكتوبر 1973، وأعرف أن كابوس السابع من أكتوبر سوف يصاحبهم إلى زمن طويل، وأعرف وأعرف إلى آخر ما يقال في هذا الاتجاه، ولكن هذا كله لا يبرر أن يفكر الطرفان الإسرائيلي والأمريكي، وكأن الأرض في غزة لا صاحب لها، ولا ناس من بني البشر يقيمون فيها.

هؤلاء الناس يجب أن يوضعوا في الاعتبار، ولا بد أن يكون لهم حساب، وأن يتم التعامل مع اليوم التالي على أساس أنه يخصهم أكثر مما يخص سواهم، وأنه يحتاج رغبة جادة في تقديم حل جاد، وأن ما عدا ذلك سوف يعيدنا إلى المربع الأول في كل مرة، وسوف يضعنا في كل مرة كذلك أمام حقيقة تقول إنه لا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، وذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

قد يبدو كلام كهذا بعيداً عن الواقع في نظر الإسرائيليين، أو على الأقل في نظر فريق منهم، ولكن هذا لا ينفي أنه الحقيقة التي نجد أنفسنا إزاءها في كل المرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما نجد أنفسنا أمامه في كل المرات ما نجد أنفسنا أمامه في كل المرات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon