توقيت القاهرة المحلي 15:58:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب الأخرى

  مصر اليوم -

الحرب الأخرى

بقلم - سليمان جودة

الحرب التي تدور في قطاع غزة تتوازى معها حرب أخرى في الإعلام، وفى الحقيقة فإن حرب الإعلام تسبق لتأتى من بعدها حرب القطاع.

كان هذا المعنى متجسدًا أمامك على الشاشة في آخر حلقة من حلقات برنامج «هارد توك» على قناة بى بى سى البريطانية، وكان مذيع البرنامج ستيڤن ساكيور قد استضاف حسام الزملط، سفير فلسطين في لندن، وكان الصراع بينهما على ميكروفون البرنامج أشبه ما يكون بحلقة من حلقات الملاكمة.

وعندما رأيت السفير حسام على شاشة بى بى سى، قلت بينى وبين نفسى إن هذا مما يُحسب لهذه المحطة الفضائية لأن إعطاء السفير الفلسطينى فرصة على شاشتها التي تراها أركان الأرض الأربعة مسألة مهمة في حد ذاتها، وهى مهمة لأنها تجعل العالم يسمع من الفلسطينيين بدلًا من أن يسمع عنهم من طرف ثالث لا يعرف الموضوعية في التناول ولا يتحراها.

ولكن سرعان ما اكتشفت أن الطبع في بى بى سى يغلب التطبع، وأنها جاءت بسفير فلسطين لتقول ما تريده هي أولًا في وجوده، وأنه كلما جاء ليقول شيئًا لا يتركه ستيڤن يُكمل جملته، وإنما يقاطعه، ويُشوِّش على ما يقول. ولم يحدث في حلقة سابقة من «هارد توك» أن قاطع المذيع ضيفه بهذه الطريقة، وقد وصلت مقاطعته إلى حد أن السفير الفلسطينى صاح فيه: ستيڤن.. من فضلك أعطنى الوقت لأجيب عن سؤالك!.

ولكنى أشهد بأن حسام الزملط كان مقاتلًا، وكان يصمم على أن يقول ما يجب أن يقول، وكانت الكاميرا تتنقل من وجهه إلى وجه المذيع، فيتبين للمشاهد أن السفير غاضب ومتحفز لأبعد حد، وأنه لا يصدق أن يكون الانحياز في القناة إلى هذه الدرجة.

كان المذيع يتعمد أن يحصر الحديث في حماس في غزة، وكان السفير يرد بأن فلسطين ليست غزة وحدها، وأن الفلسطينيين الموجودين خارج غزة أضعاف أضعاف المقيمين فيها، وأن على الذين يتحدثون عن عشرات من الأسرى أو الرهائن الإسرائيليين والأجانب لدى حماس أن يتذكروا أن في غزة أكثر من مليونين من الفلسطينيين هُم رهائن لدى إسرائيل.

هذا جانب آخر من الصورة لا يراه العالم، ولا يريد أن يراه، وإذا رآه فإنه يربطه بالعنف والإرهاب، وإذا قال السفير في البرنامج إن السلطة في الضفة تدين استهداف المدنيين على الجبهتين، أغمضت عواصم الغرب إحدى عينيها، وتطلعت بالأخرى إلى إسرائيل!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الأخرى الحرب الأخرى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon