توقيت القاهرة المحلي 14:49:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو كانت حية بيننا

  مصر اليوم -

لو كانت حية بيننا

بقلم - سليمان جودة

سوف تجد مشكلات هذا البلد حلها فى لحظة، لو أننا راعينا فى كل مسؤول نختاره، أن تكون لديه القدرة على الخيال.فلا يزال تمثال إسحاق نيوتن فى لندن يحمل عبارة على قاعدة التمثال تقول: هذا الرجل تفوق على الدنيا بخياله لا بشىء آخر مما كان يملكه.. وعندما جاءت مارجريت تاتشر، رئيسة للحكومة فى العاصمة البريطانية نهاية السبعينيات، كانت تمتلك مواهب كثيرة بحكم تعليمها المتقدم، ولكن الموهبة الأكبر لديها كانت هى نفسها الموهبة التى كان نيوتن يتمتع بها.

وقد تمنيت لو كانت تاتشر حية تُرزق، ولو كنا قد استعرنا عقلها فى موضوعنا الاقتصادى، لنستقر على توجه اقتصادى واضح ينقلنا من منطقة إلى منطقة مختلفة تمامًا.

فهذا بالضبط ما فعلته هى فى بلادها، عندما حكمت على رأس حزب المحافظين ١١ سنة كاملة، ولا تزال هذه الفترة نادرة بين الفترات التى حكمها رؤساء الحكومات فى عاصمة الضباب.. وقد رأينا مؤخرًا كيف تتابع على رئاسة الحكومة فى أقل من شهرين، ثلاثة من رؤساء الحكومة، بدءًا من بوريس جونسون، إلى ليز تراس، إلى ريشى سوناك الذى يحكم حاليًا!.

ولكن فى حالة تاتشر كان الناخب البريطانى يرى ما تفعله لبلاده، وكان يلمس فى حياته ثمار خيالها الاقتصادى، فكان يمنحها الثقة دورة بعد دورة.. وكانت هى من جانبها لا تعرف الألوان الرمادية فى الاقتصاد، وكانت لا تعرف إلا اللونين الأبيض والأسود، وكانت على هذا الأساس تتصرف وتتخذ القرار.

كانت تتطلع فى ناحية من البلاد فتكتشف أن السكة الحديد تخسر وتتراجع، فكانت تذهب إلى خصخصتها على الفور، وكانت تبيعها من خلال أسهم للمواطنين.. وحين فعلت ذلك تحولت السكة الحديد من شركة خاسرة تنتظر الإغلاق، إلى شركة رابحة، ومن مؤسسة تمثل عبئًا على الدولة، إلى مؤسسة تدفع ضرائب للدولة!!.. وكانت تاتشر تتطلع فى ناحية أخرى من البلاد فتكتشف أن حال الخطوط البريطانية لا يختلف عن حال السكة الحديد، فكانت تحررها من ملكية الدولة دون أن تتردد لحظة.. وقد انتقلت الخطوط البريطانية من شركة متداعية قبل تاتشر، إلى شركة رائجة بين خطوط الطيران!.

أتخيل مارجريت تاتشر حية بيننا، وأتخيلها وهى ترانا لا نزال نتجادل فى «وثيقة سياسة ملكية الدولة» من شهور دون الوصول فيها إلى شىء نهائى، ثم أتخيلها وهى تتناول مشروع الوثيقة، فتنتهى منه فى ساعة وتقول: هذا ما للدولة، وهذا ما للقطاع الخاص، ولا شىء فى المنطقة الرمادية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو كانت حية بيننا لو كانت حية بيننا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon