توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير السجين يموّل "النهضة"

  مصر اليوم -

الوزير السجين يموّل النهضة

سليمان جودة

 خطبة العيد كانت سياسية بامتياز فى هذا العام، وليس دليلاً على ذلك، إلا أن خطباء الشرقية والبحيرة والمنوفية، وسائر المحافظات، سألوا المواطنين أن يساعدوا الدكتور محمد مرسى فى تنفيذ مشروع النهضة. وما يعرفه الجميع أن «النهضة» كمشروع كان هو البرنامج الانتخابى، الذى خاض الدكتور مرسى انتخابات الرئاسة على أساسه، فلما فاز أصبح ملتزماً بتنفيذ ما جاء فيه تفصيلاً، لأن أول شىء سوف يحاسبه عليه الناخبون، عند أول انتخابات رئاسية مقبلة، سيكون عن هذا البرنامج تحديداً، وعما إذا كان، عند نهاية الفترة الرئاسية الحالية، قد استطاع تنفيذه أم أنه بقى كلاماً على ورق! ولابد أن الدكتور مرسى، والذين أعدوا البرنامج معه، يدركون تماماً أن الأساس فى برنامج «النهضة» هو التمويل، وأنه إذا لم يتوفر التمويل الكافى لبرنامج بهذا الحجم، وبهذا الطموح، فلن يتحرك من مكانه خطوة واحدة، وسوف تمر سنوات الفترة الرئاسية الأولى الأربع، بينما «النهضة» فى إطار الحلم.. لا مربع الواقع! وإذا كان هناك شىء يؤخذ على البرنامج، حتى الآن، فهذا الشىء هو أن الرئيس مرسي لم يعلن صراحة عن وجوه تمويل مشروع، المفترض فيه أنه سوف ينقل بلدنا من حال تعيسة نعيشها هذه الأيام، إلى حال آخر أفضل، أو أقل تعاسة فى أسوأ الظروف! ولو كان تمويل «النهضة» يدور فى فلك أرقام بالملايين، أو حتى مئات الملايين، لما كانت هناك مشكلة، لأن مبالغ على هذا المستوى، يمكن توفيرها بشكل أو بآخر، لكن المشكلة أن تمويله فى حاجة إلى مليارات تتجاوز المائة، وبالتالى فالسؤال هو: من أين بالضبط؟! لا البنوك جاهزة، لأسباب كثيرة نعرفها، بينها أن الحكومة امتصت ما لديها من سيولة لحساب اقتراضها الداخلى، ولم يتبق للمستثمر المحلى مساحة كافية للاستثمار، ويبقى التمويل الخارجى، سواء كان عربياً أو أجنبياً، وهو لن يسعفنا فى ظل الوضع الأمنى الحالى، ولا يبقى، والحال كذلك، إلا التمويل المحلى الذى علينا أن نبتكره، ونخترعه، ونجتهد فيه.. وربما يكون مدهشاً أن أقول إن التمويل جاهز وموجود، وإن صاحبه هو الوزير السجين أمين أباظة، فك الله أسره، وأن الموضوع ليس فى حاجة إلا إلى نوايا صادقة، وعقول متحررة من أى قيد، بمثل ما كان يفكر ذلك الوزير، وعزيمة قوية تبدأ تنفيذ «النهضة» من صباح غد، إذ لا وقت عندنا نضيعه! أمين أباظة، حين كان وزيراً، قرر تقنين أوضاع الذين حصلوا على أراضٍ صحراوية بقصد الزراعة، ثم بنوا فوقها، وكان فى حينه، قد قرر أن يكون البناء فوق الأرض من هذا النوع، فى حدود لا تزيد على 7٪ من كل فدان، وأن يدفع حائز هذا الفدان مائة ألف جنيه للدولة، فى مقابل تقنين وضعه، وهو ما تم تطبيقه فعلاً، أيام حكومة الدكتور أحمد نظيف، وكانت التقديرات تقول، ولا تزال، إن لدينا ما يقرب من مليون فدان يمكن أن تخضع لهذه القاعدة، خصوصا بعد طريق القاهرة - برج العرب، الذى كان مزمعا إنشاؤه، وإننا بالتالى يمكن أن نحصل على عائد من وراء تقنين أوضاعها يصل إلى مائة مليار جنيه، بما يكفى تقريباً لتمويل جانب كبير من مشروع النهضة. الغريب أن الحكومات التالية لأحمد نظيف أوقفت تطبيق هذه الفكرة، وأعادتها إلى نقطة الصفر.. أما علاقة الجيش بالأرض فى البلد فتحتاج إلى أن نعود إليها، ونناقشها، دون حرج! المهم أن البدء فى تمويل «النهضة» جاهز، كما نرى، ولا نبالغ حين نقول إن تمويلاً كهذا سوف يخرجه من مشروع «وهمى» حتى الآن إلى مشروع «حقيقى» فى المستقبل، ولابد أن نكون جميعاً حريصين على إنجازه، لأنه منذ إعلانه، أصبح يخص الوطن، ولم يعد مشروعاً لـ«الجماعة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير السجين يموّل النهضة الوزير السجين يموّل النهضة



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon