توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساعة من وقت الرئيس

  مصر اليوم -

ساعة من وقت الرئيس

سليمان جودة

يبدو أن الدكتور محمد مرسى فى حاجة شديدة إلى أن يخلو بنفسه، ولو ساعة، يتأمل خلالها ملامح المشهد العام الملتهب فى البلد هذه الأيام، ثم يقرر بوحى من ضميره الوطنى أن يفعل ما يهدئ سريعاً من هذا التوتر المتجسد فى كل ركن، وفى كل زاوية، وفى كل مكان. هو فى حاجة إلى جلسة مع نفسه من هذا النوع، بعيداً عن مستشاريه المعلنين وغير المعلنين، إذ الثابت حتى الآن، أمام أعيننا، أن الذين نعرفهم منهم ليسوا مستشارين إلا على سبيل الشكل لا أكثر، وإلا ما كان ستة من 17 مستشاراً قد غادروا مواقعهم، وقدموا استقالاتهم، وأعلن كل واحد فيهم أنه برىء مما يجرى فى الرئاسة وحولها! وإلا أيضاً ما كان سمير مرقس، أحد مساعدى الرئيس الأربعة، غسل يديه مما قد يقع عليه من مسؤولية، وقدم استقالة مسببة تنطق بأن الرئيس فى كل قرار مهم كان يتخذه لم يكن يعود إليهم، ولو حتى على سبيل إعلامهم فقط بما سوف يصدره من قرارات، فأصبحنا، والحال كذلك، أمام مستشار لا يُستشار، ومساعد لا يساعد، بل وأمام نائب للرئيس لا يكاد ينوب عنه فى شىء، اللهم إلا فى مناسبة هنا، أو مناسبتين هناك، ذراً للرماد فى العيون! ولا أحد يفهم كيف استطاع نائب الرئيس المستشار محمود مكى أن يبقى فى مكانه دقيقة واحدة، إذا كان كما قال فى موتمره الصحفى، مساء الأربعاء الماضى، قد عرف بالإعلان الدستورى المشؤوم من التليفزيون، شأنه شأن أى مواطن عادى لا علاقة له بشىء! حين يعترف نائب الرئيس بهذا علناً، وعلى الملأ، فنحن أمام خلل بلا حدود فى مؤسسة الرئاسة، وإلا، كذلك، فهل يتصور عاقل أن يقرر الرئيس إصدار إعلان دستورى أقام الدنيا ولم يقعدها، ثم لا يكون الرجل الثانى فى الدولة على أدنى علم به قبل صدوره؟! هل هناك عاقل يتصور هذا؟! وإذا لم يكن نائب الرئيس الذى يجاور مكتبه مكتب الرئيس شريكاً، ولو بالعلم فقط، فى صناعة إعلان دستورى هذه هى خطورته، فمَنْ يا رب إذن شارك الرئيس فى الصياغة، وفى الصناعة، وفى الضبط القانونى، وفى الخروج به على الناس، مَنْ بالله عليك يا سعادة المستشار مكى؟! وكيف تقبل أن تظل فى موقعك لحظة واحدة بعدها، إذا كنت أنت نائب الرئيس ثم لا يكون لك من الأمر شىء، أى شىء؟! هناك، بالتالى، مستشارون مخفيون لا نعرفهم، ولا نسمع عنهم، ولو كانت استشارتهم للرئيس فى محلها، ولمصلحة وطن، لا جماعة، وعند حُسن ظن الناس، ما كان أحد قد اعترض، وما كنا قد تساءلنا عنهم، وعمن يكونون، ولكن المشكلة أن الرئيس من خلال ما يشيرون به عليه يخرج من أزمة ليدخل فى أزمة أكبر، ولا يكاد يتخلص من مأزق حتى يجد نفسه أسيراً لمأزق أضخم وأخطر! هنا.. يصبح لزاماً عليه أن يزيح الفريقين عنه بعيداً، ولو لساعة، ثم يرى بعينيه، وهو يتأمل ما يجرى حوله، كيف أن أعضاء الفريقين معاً، المخفيين منهم عنا، والظاهرين من بينهم لنا، قد ورّطوه طويلاً، ولايزالون، وصاروا عبئاً عليه، لا عوناً له، وعندها سوف يكتشف أن مسائل كثيرة مما تؤرق المصريين فى اللحظة الحالية، يجب أن يتصرف هو نحوها بشكل مختلف تماماً، ومغاير بنسبة 100٪ للتصرف الذى تم إزاءها الآن، ومنها - مثلاً - مسودة الدستور، كيف؟! هذا ما سوف أعود إليه بإذن الله، لعلنا يوماً نجد أنفسنا أمام دستور يليق بنا، فيجمع بدلاً من أن يفرق. نقلاً عن جريدة " المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعة من وقت الرئيس ساعة من وقت الرئيس



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon