توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«شىء» يزهو به «عبدالنور»

  مصر اليوم -

«شىء» يزهو به «عبدالنور»

سليمان جودة

كان فى مقدور أمين فخرى عبدالنور أن يزهو بأشياء كثيرة عنده، تدعوه إلى الزهو.. وكان فى إمكانه، لو أراد، أن يمشى مختالاً بين المصريين، فعنده الكثير الذى يستطيع أن يختال به بيننا، ثم لا يتهمه أحد بالتعالى علينا! كان يستطيع - مثلاً - أن يقول: أنا ابن فخرى عبدالنور، الذى كان سعد باشا زغلول لا ينطق اسمه إلا مقروناً بلقب «الوطنى الغيور».. وكان سعد باشا إذا وجد نفسه فى مجلس غاب عنه «فخرى بك»، فإنه، أى زعيم الأمة، يظل يفتش عنه، ثم يخاطب شركاءه فى المجلس: نادوا على «مؤرخ الوفد».. ابحثوا عن «الوطنى الغيور».. أين هو؟! وكان فى مستطاع أمين فخرى عبدالنور أن يظل يردد على مسمعنا، أنه ابن فخرى بك عبدالنور، ثم لا يكون مبالغاً فى ذلك، بأى مقدار، ولا يكون متجاوزاً للحدود، لا لشىء، إلا لأن أباه هذا، قد مات بطريقة تشرّف صاحبها حقاً.. لقد سقط فى قاعة مجلس النواب، يوم 9 ديسمبر 1942، بينما كان يقف مدافعاً عن حقوق الأمة، ضد كل من يفكر فى الاعتداء عليها!.. هو إذن، رجل.. مات وهو يدافع عن أمته، فى برلمانها.. مات وهو يؤدى واجبه تجاه بلده.. مات وهو يواصل مسيرة سعد باشا الوفدية.. مات وهو متمسك بأن تكون للمصرى كرامة على أرضه، من خلال مجلس نواب، يراقب أداء حكومته، ويشرّع قوانينه للناس.. مات وهو محب لتراب وطنه.. مات، باختصار، بينما سلاحه فى يده!.. «فلا نامت أعين الجبناء» وهى العبارة التى كان قد أطلقها خالد بن الوليد، ذات يوم، عندما اكتشف أنه يموت فى فراشه، فى حين أنه ليس هناك موضع فى جسده إلا وفيه رمية سهم! كان أمين فخرى عبدالنور يقدر على أن يقول إنه ابن عائلة عبدالنور الشهيرة فى جرجا بسوهاج، ثم التى ذاع صيتها بامتداد الوطن وعرضه، فهى التى كانت ولاتزال تعطى من شاء درساً فى معنى أن يكون بلدك هو مصر، وأيضاً فى أهمية أن تكون مصر، هى المبتدأ، وهى المنتهى، بالنسبة لكل واحد من أبنائها، يدرك قيمتها، ويسعى طول وقته إلى أن يصون هذه القيمة، لا أن يبددها، أو يجزئها، أو يقسمها، أو يهيل عليها التراب، كما نرى بأعيننا من جانب كثيرين ممن يحكمون هذه الأيام! كان أمين فخرى عبدالنور يستطيع، لو أحب، أن يعدد مآثر عائلته، فيظل يفعل ذلك لساعات دون أن تفنى المآثر.. وكان يستطيع أن يقول، بصدق، إنه من أسرة، ومن عائلة، إذا ذكر أحد اسم مصر أمام واحد من أفرادها، كاد هذا الفرد أن يقوم ليركع ويسجد، لولا أنه لا يفعل ذلك، شأنه شأن أى مصرى آخر، إلا لله سبحانه وتعالى! كان أمين فخرى عبدالنور يستطيع، لو أحب، أن يظل يحصى وجوهاً من وجوه القوة فى حياته وحياة عائلته، سواء كانت مالاً، أو جاهاً، أو شرفاً، أو حتى سلطة فى الحكم.. ولكنه لم يكن أبداً يفعلها، ولا كانت تشغل باله، ولا كانت تطوف بخاطره.. كان يعتز بشىء وحيد، ويتحدى أن يكون هذا الشىء يملكه أى مصرى سواه الآن، كان يقول بكل صدق، وفى كل محفل، وفى أى مناسبة: «أنا رأيت سعد باشا.. وسلمت عليه.. فمن منكم فعل مثلى؟!».. ظل هكذا إلى أن مات فى المائة، حاملاً وسامه هذا على صدره، ومتيقناً من أن لا شىء آخر عنده، رغم الكثير الذى كان عنده يمكن أن يعلوه، فضلاً عن أن يوازيه كوسام! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شىء» يزهو به «عبدالنور» «شىء» يزهو به «عبدالنور»



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon