توقيت القاهرة المحلي 21:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

د. عصام.. تكلم

  مصر اليوم -

د عصام تكلم

سليمان جودة

نفى الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن تكون استقالته من الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، لها علاقة بتصريحاته الأخيرة عن اليهود المصريين فى الخارج، وقال إن الاستقالة سببها أنه لايريد أن يجمع بين موقعه الجديد كزعيم للأغلبية فى مجلس الشورى، الذى يمثل السلطة التشريعية فى الوقت الحالى، وموقعه القديم فى الهيئة الاستشارية لرئيس الدولة باعتبارها، أى هذه الهيئة، جزءاً من السلطة التنفيذية فى البلد. هذا كلام، من حيث شكله، يجب احترامه، لكنك حين تتأمل مضمونه تكتشف أنه يفتقد المنطق، ويفتقد السياق الواحد، الذى من المفترض أن يجمعه فى إطار مكتمل! ذلك أننا إذا صدقنا الدكتور عصام فيما يقوله، فإن علينا أن نسأله فى اللحظة نفسها عن السبب الذى جعله ينسى طوال أيام مضت أنه يجمع بين سلطتين، منذ تم نقل سلطة التشريع إلى مجلس الشورى، ثم يتذكر ذلك فجأة، الآن، فالشورى يمارس التشريع، منذ أكثر من أسبوعين، وكان أولى بالدكتور عصام أن يدرك ما يقول به اليوم، وقتها، لا الآن.. هذه واحدة! والثانية أننى من ناحيتى، أصدق فعلاً ألا تكون هناك علاقة بين استقالته وبين تصريحه الذى رحب فيه بعودة اليهود المصريين إلى بلدهم، لأنى لا أتصور ولو لدقيقة واحدة أن يكون الرجل قد أطلق تصريحاً من هذا النوع، دون أن تكون الرئاسة فى أعلى مستوياتها على علم كامل مسبقاً بما سوف يقوله، ولذلك يبقى هناك «سبب ما» لا نعرفه، أدى إلى الاستقالة، وهو سبب لا علاقة له برغبة صاحبها فى عدم الجمع بين سلطتين، ولا بتداعيات تصريحاته المثيرة للصخب حول اليهود المصريين.. أقول ذلك، مع أننا تعلمنا زمان فى كلية الإعلام أن نفى الخبر أحياناً يؤكده! وكنت قد كتبت فى هذا المكان، صباح الأحد، أقول إننى أتخيل ألا تكون هناك مؤامرة كبيرة، أو حتى صغيرة، وراء «تصريحات اليهود» وأنها، فى تقديرى، جاءت مدفوعة بنظرة تسامحية إنسانية، من جانب الدكتور العريان، تجاه يهود كانوا مقيمين على أرض بلدهم زمان، وكانوا جزءاً منه، بل وشارك واحد منهم بقرار من عبدالناصر فى وضع مشروع دستور 1954، ضمن لجنة الخمسين الشهيرة! قلت هذا عن قناعة بما قلته، وأضفت يومها أننى بالطبع قد أكون مخطئاً فى ظنى، وما إن رأى المقال النور حتى كنت قد تلقيت مكالمة غاضبة من أستاذنا المفكر الكبير السيد يس، يطلب منى فيها أن أراجع ما كتبته، وأن أضع أنا وغيرى بالضرورة ما قاله نائب رئيس حزب الحرية والعدالة فى سياقه العام، وحيث يجب أن يوضع ليمكن فهمه عندئذ جيداً! وما فهمته من مكالمة أستاذنا أن تصريحات الدكتور عصام لا يمكن أن تؤخذ بسهولة أبداً، وأنه عندما أطلقها كان يفعل ذلك عن قصد ولهدف محدد فى ذهنه، وأن التصريحات لها علاقة عضوية وقوية بما قبلها، وبما يمكن أن يأتى بعدها من أحداث، ومواقف، وخطوات على الأرض فيما يتصل بالقضية الفلسطينية تحديداً، ورغبة الأمريكان فى تصفيتها بشكل أو بآخر! ليس هذا فقط، وإنما التصريحات لها علاقة قوية أيضاً، فى تقدير الأستاذ السيد يس، بما جرى طوال أسابيع وشهور مضت ولايزال يجرى على أرض سيناء، وهو ما سوف تكشف عنه الأيام. باختصار.. كان هناك همس، منذ فترة، انتقل الآن من مرحلة الهمس إلى الكلام المعلن عن تنسيق أمريكى - إسرائيلى - إخوانى حول صيغة من نوع ما ترسم مستقبل قضية فلسطين، بصفة نهائية، ولا يمكن فى تقدير كثيرين، فى مقدمتهم الأستاذ السيد يس، الفصل بين هذه التصريحات المثيرة وبين صيغة كهذه، فى كل الأحوال! من أجل ذلك كله، كنت قد دعوت صاحب التصريحات، صباح الأحد، إلى أن يكتب مقالاً لنا يشرح فيه شيئين لا ثالث لهما، الأول علاقة تصريحاته بما قبلها وبما بعدها مما يجرى فى المنطقة عموماً، والثانى طبيعة توقيتها الذى جاءت فيه.. واليوم أعود لأجدد إليه الدعوة مرة أخرى حتى لا تظل أمور بهذه الدرجة من الأهمية والخطورة ملتبسة على هذا النحو الذى نراه! د. عصام.. تكلم! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

د عصام تكلم د عصام تكلم



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon