توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من «عقيل» إلى «زويل»

  مصر اليوم -

من «عقيل» إلى «زويل»

سليمان جودة

تلقيت الرسالة التالية، من الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمرور بهندسة عين شمس.. تقول الرسالة: عندما فاز أحمد زويل بنوبل، سعدنا جميعاً وتفاخرنا، وعندما عرض مشروعه العلمى على النظام السابق، ولم يتم تنفيذه، تعاطفنا جميعاً معه، واعتبرنا أن النظام السابق أضاع علينا فرصة مشروع عظيم، يهدف إلى خدمة وتقدم الوطن، من خلال تطوير العلم والبحث العلمى، ثم كانت مشكلة جامعة النيل، التى كان أداء «زويل» فيها محبطاً كثيراً، وتزامن معها انطلاق حملة إعلانية تليفزيونية، لجمع أموال الزكاة لمشروعه، وفيها تحدث إلينا عن المشروع ورفع سقف التوقعات إلى عنان السماء، وكيف أن المشروع، إنما هو مشروع مصر القومى، والهرم الرابع الذى سيضع مصر فى مصاف الدول العظمى. ثم يقول د. عقيل فى رسالته: هنا، أدركت أن زويل بهذه الكلمات لم يفهم الشعب المصرى، ولم يفهم حقيقة المخاطر التى أوقع نفسه فيها، وعندها، وبدافع الحفاظ على «زويل» الرمز والفخر، أدركت أيضاً أنه قد يجد نفسه يوماً، وقد انزلق إلى منزلق خطير، إذا لم يصارح هذا الشعب بحقيقة مدينته العلمية، وحقيقة أهدافها، وما سوف ينتج عنها ببساطة، ووضوح، ويترك للشعب ورأيه العام، ما يراه، قبولاً أو رفضاً للمشروع. ثم تقول الرسالة: وحتى يعلم الجميع، فإن مدينة زويل تهدف إلى القيام بأبحاث علمية تساهم فى التقدم العلمى المطلق، أى أن المشروع مماثل، ولا يختلف عما كان يقوم به «زويل» وتلاميذه فى جامعة «كالتاك» الأمريكية، حيث التسابق فى نشر أبحاث علمية فى المجلات العالمية القيمة، وهى أبحاث علمية تساهم فى تقدم العلم لخدمة البشرية (العلم للعلم) وهو هدف نبيل.. لذلك، وحتى يعلم الجميع، فإن البحث العلمى الذى سوف تنتجه مدينة زويل، لن يكون بحثاً تطبيقياً، وبالتالى، فلن يفيد الشعب المصرى مباشرة، كما قد يتصور هذا الشعب الطيب، وكما قد يتخيل أن أبحاث المشروع سوف تحل مشاكلنا كمصريين، وأقلها، على سبيل المثال لا الحصر، اكتشاف علاج للفشل الكلوى، والوباء الكبدى، وسرطان الأطفال، والبلهارسيا التى تقتل المصريين، وغيرها، وغيرها وحتى يعلم الجميع كذلك، فإن أبحاث المشروع لن تؤدى إلى تطوير التعليم المصرى المتدنى، لأن ذلك ليس من بين أهدافها مطلقاً، وهى غير قادرة عليه نهائياً، ربما بخلاف ما كان يتوقع المصريون جميعاً، فالمشروع مجرد نموذج علمى فذ، فقط لا غير. أخيراً، ينهى د. أسامة رسالته فيقول: البعض قد يؤيد أهداف مدينة زويل كما هى، لنبلها، وآخرون قد يرون أن مصر دولة على بداية طريق النمو، مثل معظم دول العالم الثالث، لا تملك المال ولا الرفاهية لعمل أبحاث علمية بهدف تطوير علوم البشرية، وأن هذا هو دور الدول الغنية فقط التى تملك، وحدها، القدرة على الاستفادة من تلك الأبحاث فى مؤسساتها الصناعية الكبرى، وأننا إذا أقمنا مدينة كهذه، فإننا بذلك نساهم مالياً فى تنمية اقتصادات الدول الغنية ومؤسساتها الصناعية، وأن البحث العلمى فى مصر، يجب أن يركز على التطبيقات التى تقدم حلولاً لمشاكل التنمية فى بلدنا. كلمة أخيرة على لسان د. عقيل فى رسالته: على «زويل» أن يكون واضحاً وصريحاً، حتى يظل محافظاً على كونه رمزاً مصرياً، وهو، ربما لأنه عاش فى الخارج طويلاً، قد لا يعلم أن هذا الشعب سوف يأتى عليه يوم، ينتظر فيه «إن المكنة تطلع قماش» وعندها، سوف يكون الحساب قاسياً، ولا نريد لذلك أبداً أن يحدث! هذا هو نص الرسالة التى جاءتنى قبل عدة أسابيع، وتأخر نشرها بسبب تطورات الأحداث المتتالية فى البلد، والتى لم تكن تترك لأحد فرصة التنفس، فضلاً عن الانشغال بأى قضية أخرى! إذا كانت الرسالة حافلة بعشرات التساؤلات، فإن الوحيد القادر على الرد عليها، هو «زويل» نفسه، خصوصاً أن صاحب الرسالة، رجل علم وبحث، فى جامعة مهمة، وليس مجرد عابر سبيل. أما الشىء الآخر، فهو أننا، حتى تاريخ نشر هذه الرسالة، كنا نجد أن هناك مشكلة واحدة، تقف أمام مشروع زويل، وهذه المشكلة هى أنه لا يجوز للمشروع، مهما كانت عظمة أهدافه، أن يقوم على أنقاض جامعة النيل، فإذا بالمشكلة الآن، وبعد هذه الرسالة، مشكلتان واحدة فى الشكل، إذا صح التعبير، وأخرى فى عمق المضمون! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «عقيل» إلى «زويل» من «عقيل» إلى «زويل»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon