توقيت القاهرة المحلي 07:57:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتش عن الرئيس القدوة

  مصر اليوم -

فتش عن الرئيس القدوة

سليمان جودة

فى مذكراته المهمة، التى صدرت مؤخراً تحت عنوان «شهادتى»، يذكر الوزير أحمد أبوالغيط أنه عندما تولى الخارجية فى عام 2004 اكتشف أن الرئيس «مبارك» زاهد للغاية فى زياراته إلى أفريقيا، وأنه أصبحت عنده «عُقدة» منها منذ تعرض للاغتيال فى طريقه إلى إثيوبيا عام 1995، وإنه منذ تلك اللحظة لم يذهب إلى أى من دول القارة تقريباً، وأن زياراته إلى دول أخرى فى العالم كانت تحكمها إلى حد بعيد عوامل شخصية! وعبثاً، حاول أحمد أبوالغيط أن يحمس الرئيس السابق ليهتم أكثر بأفريقيا، بحكم مصالحنا الحيوية فيها، لكن دون جدوى، وفى إحدى المرات استجاب «مبارك» لتحريض وزير خارجيته، وذهب بالفعل إلى إحدى القمم الأفريقية، لكنه قضى عدة ساعات فقط، ثم عاد فى يومها، بما ترك ما يشبه الاستياء لدى الدولة المضيفة، وكان مثار دهشة باقى رؤساء الدول الحاضرين، وأصاب «أبوالغيط» بالإحباط! كان وزير الخارجية الأسبق، وهو يحمس الرئيس وقتها على زيارة أفريقيا، ثم وهو يتوقف عند هذه القضية فى مذكراته، يريد أن يقول إن الزيارات الرئاسية، بشكل خاص، تترك أثراً إيجابياً فى تلك الدول، وإن زيارات على هذا المستوى مطلوبة طول الوقت إذا كنا نريد حقاً أن نحافظ على علاقات قوية معها، وأن نستعيد ما كان لنا عندها من مكان ومكانة، أو بعضها على الأقل. وفى مطلع التسعينيات كان فؤاد سراج الدين قد كتب مقالاً فى الصفحة الأولى من «الوفد» عنوانه «سفريات السيد الرئيس»، وكان ينتقد بقوة ما كان «مبارك»، فى ذلك الوقت، قد دأب عليه من زيارات متكررة ومتعددة لأوروبا وأمريكا خصوصاً، وهى المسألة التى كانت فى تقدير «سراج الدين» تكلف ميزانية الدولة ما لا تطيق، وكان القصد فى المقال أن الرئيس له بالطبع أن يزور ما يحب من دول العالم، بشرط أن يكون للزيارة فى هذه الحالة عائد حقيقى على البلد، وأن يكون هناك حساب مسبق ودقيق لهذا العائد، وأن يكون المستوى المطلوب للزيارة مستوى رئاسياً بالفعل، فإذا كان رئيس الحكومة - مثلاً - أو أحد وزرائه، يمكن أن يقوم بالمهمة نفسها، وأن يؤدى الغرض من الزيارة، كاملاً، فلماذا تكليف الخزانة العامة ما لا تحتمل، خاصة أن التكلفة فى حالة الرئيس تكاد تفوق الخيال؟! وهكذا، وجدنا أنفسنا أمام تقتير هنا، فى أيام الوزير «أبوالغيط»، ثم وجدنا إسرافاً هناك، فى أيام فؤاد سراج الدين، وكانت مصر، كدولة، هى الخاسرة فى الحالتين: معنوياً وأدبياً فى الأولى.. ومادياً فى الثانية. وفى الأسبوع الماضى جمعنى لقاء مع السفير محمود مصطفى، سفيرنا فى الفلبين، وفهمت من خلال حوار معه أن «أكينو»، رئيس الدولة فى العاصمة «مانيلا»، لا يكاد يغادرها إلا لضرورة قصوى، وإلا لمهمة لا يقدر إلا هو على أدائها، ليس لأنه لا يحب السفر، ولا لأنه يخشى ركوب الطائرة، ولا لأنه سافر كثيراً من قبل، ثم أصابه الزهق، ولا.. ولا.. إلى آخره، إنما لأن ميزانية الرئاسة المضغوطة لا تسعفه، لذلك فهو يرسل نائبه فى حالات كثيرة، أو مَنْ يراه قادراً على إنجاز المهمة المطلوبة، ويعكف هو على ما يجب أن يواجهه بنفسه من مشاكل بلده! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتش عن الرئيس القدوة فتش عن الرئيس القدوة



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon