توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضحايا الضمير حين يموت

  مصر اليوم -

ضحايا الضمير حين يموت

سليمان جودة

لم يتوقف أحد بالقدر الكافى، أمام عبارة قالها الدكتور مرسى، أثناء لقائه مع عدد من رجال الأعمال، الأسبوع قبل الماضى، كانت العبارة كالآتى: اعتبرونى أنا رئيس الوزراء! ولابد أن رئيس الدولة، لم يكن يجرؤ على أن ينطق بعبارة من هذا النوع، لو كان رئيس وزرائه رجلاً من نوعية فؤاد محيى الدين - مثلاً - أو كمال الجنزورى، فكلاهما لم يكن سوف يسمح للرئيس، أياً كان اسمه، أن يتجاهله هكذا، علناً، ويتكلم مع وفد رجال الأعمال، وكأن موقع رئيس حكومته شاغر، وبالتالى، فهو الذى يملؤه! وأرجو ألا يرد واحد ويقول إن الرئيس كان يقصد أنه مستعد للتدخل شخصياً، لحل أى مشكلة تواجه أى رجل أعمال، ممن كانوا مجتمعين معه، لأن العبارة، فى حقيقة الأمر، تأتى بمثابة ما يردده الإنسان أحياناً فى نومه، تعبيراً عما يملأ عقله فى يقظته، ولولا أن «مرسى» يشعر فعلاً بأن منصب رئيس الحكومة يبحث عن رجل يشغله، ما كان قد نطق بعبارة هى أقرب إلى زلات اللسان، التى تعبر فى العادة عن مكنون النفس! وبمعنى آخر، فإن وجود رئيس حكومة من صنف فؤاد محيى الدين، فى الوقت الحالى، لم يكن سوف يسمح، بأى حال، بأن يخرج عن حكومته قرار بمنع اثنين من آل ساويرس، من السفر، لأنه كرئيس حكومة مسؤول، كان سوف يدرك مبكراً، أن قراراً كهذا، حتى وإن كان صحيحاً فى مضمونه، وفى أسبابه، فإن توقيته فى غاية السوء، وكارثى، وهو توقيت يكفى وحده لتبديد عمل حكومة بكامل طاقمها، فى مجال تشجيع الاستثمار لعدة أعوام! ولو كان رئيس حكومتنا، فى وقتنا الراهن، رجلاً من وزن كمال الجنزورى، لكان قد ظل يراجع رئيس الدولة، فى قرار إجراء انتخابات البرلمان فى ظروفنا الحالية، حتى يقنعه بأن تأجيلها أفضل، وأن ضررها سوف يكون أضعاف أضعاف نفعها، لو صمم الرئيس وجماعته على أن تجرى فى موعدها المعلن الآن، وبما أن هشام قنديل يبدو وكأن الأمر لا يعنيه من قريب ولا من بعيد، فإن «مرسى» يمضى فى سبيله دون أن يلتفت إلى أحد! العبارة إياها، ثم ما يدور فى البلد على امتداده اليوم.. كلاهما يفسر لك السبب الذى يجعل «مرسى» متمسكاً بـ«قنديل» إلى آخر لحظة.. فرئيس الحكومة غائب عن كل حدث، ومنشغل بأشياء عجيبة لا علاقة لها بواقع الناس، ويسافر إلى الخارج فى وقت يجب أن يبقى فيه داخل البلد، ويبقى حين يجوز له أن يسافر.. وهكذا.. تبدو حكاية وجوده فى منصبه، وكأنها مجرد شكل يحقق ما يقول به الدستور، من أن الدولة لابد أن يكون فيها رئيس حكومة.. أما كل ما عدا ذلك، فيما يتصل بمن هو رئيس الحكومة، أو بطريقة عمله، أو بتفكيره، فلا يهم، ولا هو فى الاعتبار! زمان.. وقبل انتخابات الرئاسة، كان الإخوان يصممون على رحيل الجنزورى، واليوم، فإنهم هم أنفسهم، يتشبثون بهشام قنديل، كما لم يتشبثوا بمسؤول من قبل، فى أى منصب! وفى الحالتين، فإن السبب واحد، وهو الرغبة فى أن تجرى الانتخابات على يد رئيس حكومة، يكون مجرد منظر، لتُدار كل الأمور، حينئذ، من مكتب الإرشاد، ولا يكون لرئيس الحكومة دور، أو مهمة، إلا الابتسام أمام الكاميرات، إذا قضت الضرورة بحضوره! قالها مرسى وهو يقصدها، فأهان بلداً بكامله، بالضبط كما كان الرئيس السابق يردد أنه يبحث عن نائب له بيننا، فلا يقع على أحد ينفع! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحايا الضمير حين يموت ضحايا الضمير حين يموت



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon