توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيارة توزع سلاحا!

  مصر اليوم -

سيارة توزع سلاحا

سليمان جودة

يبدو أنه سوف يكون على كل مصرى، أن يتحسس رأسه حين يستيقظ كل صباح، ليتأكد فى أيامنا هذه من أن رأسه لايزال على كتفيه، وأن عقله لايزال فى مكانه، فما يجرى حولنا، وما نسمعه، وما نشاهده، وما نتابعه إجمالاً لا يتيح مجالاً لأن يستقر عقل فى رأس! مثلاً.. أذاعت قناة «مصر 25»، المملوكة للإخوان، مساء أمس الأول، خبراً عاجلاً يقول إن سيارة سوداء شوهدت وهى توزع سلاحاً على المتظاهرين أمام مقر الإخوان فى المقطم! لم أصدق عينى، وكنت أبحث عن الخبر نفسه بصيغته هذه فى أى قناة أخرى، فلا أجده، فأعود إلى قناة الإخوان، لأجد أن الخبر لايزال موجوداً على شاشتها بالبنط العريض، وبعرض الشاشة، وباللون الأحمر! ومع الخبر، كان المشهد إياه الذى يتكرر حالياً فى مواقع كثيرة بالبلد، حياً ومباشراً على الشاشة، إذ كانت هناك مجموعات من الشباب يقذفون المقر بالحجارة، وكانت هناك سيارة للشرطة أشعل فيها المتظاهرون النار، وكانت عمليات الكر ثم الفر، التى تابعناها بين البوليس والمتظاهرين حتى الملل، أمام سميراميس وشبرد، قد انتقلت صورة طبق الأصل إلى أعلى جبل المقطم، بما يجعل الواحد منا، على ما يشبه اليقين، ليس فقط فى أن هناك من يدير هذه المناظر فى مواقعها المتنقلة من وراء ستار، ولكنك حين تتابع هذا كله، سوف تكاد تكون على يقين، بأن هناك من يهمه إبقاء مثل هذا المشهد هكذا: حياً.. ومتنقلاً فى أرجاء البلد بين مكان وآخر! أما حكاية السيارة السوداء، فهى أعجوبة من العجائب، التى سوف يسجلها لنا الزمان، لا لشىء، إلا لأن الخبر بمثل هذه الصيغة، يقول - أولاً - إن هناك فى المقطم، ثم فى الدولة، من شاهد السيارة رأى العين، بدليل أنه حدد لونها، ثم إن الخبر يقول - ثانياً - إنها كانت توزع سلاحاً! وأرجو أن ننتبه هنا إلى أنها - ونقولها للمرة الثالثة - كانت توزع سلاحاً.. نعم سلاحاً.. لا خبزاً على الناس!!.. بما كان يستدعى، على الفور، ضبطها من أجل تحديد صاحبها وصاحب سلاحها الذى كان يتم توزيعه على الناس فى العلن، ودون خوف من دولة، ولا من داخلية، ولا من أى سلطة فى البلد! ماذا، إذن، كان مطلوباً منا نحن عندما تابعنا الخبر؟!.. هل كان المطلوب أن ننزل لنضبط السيارة بأنفسنا، عملاً بقصة الضبطية الشعبية السخيفة إياها، أم أن البلد المفروض أن فيه دولة، وسلطات، ورئيساً، ورئيس حكومة، ووزراء معنيين، هذه هى مهمتهم؟! هل يبقى هناك أى معنى لوجود رئيس الدولة، ورئيس حكومته، ووزير داخليته، وجميع مسؤوليه المعنيين فى مواقعهم، إذا كانوا عاجزين، جميعاً عن ضبط سيارة توزع سلاحاً على الناس؟!..  يبدو أن «مرسى» لم يتوقف عند حدود إهانة منصبه، وإنما أهان فكرة الدولة نفسها! نقلاً عن جريدة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيارة توزع سلاحا سيارة توزع سلاحا



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon