مصر اليوم
حين جرى فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة الماضية، فإن الموضوع تحول وقتها إلى هرج كبير، وراح يتقدم إليها كل من له علاقة بالأمر، وكذلك كل من لا علاقة له به من قريب أو من بعيد!
ولانزال نذكر جيداً كيف أن جماعة الإخوان عندما جعلت شعار مرشحها «نحمل الخير لمصر»، فإن مطرباً شعبياً قد قرر خوض المعركة، فقيل عنه، بالقياس على شعار الإخوان، إنه «يحمل العنب لمصر»!
أكثر من هذا، فإننا نذكر جيداً أيضاً أن الدكتور مرسى نفسه، لم يكن فى الأصل قد هيأ نفسه للترشح، ولا كان مطروحاً، لولا أن أوراق المهندس خيرت الشاطر، مرشح الإخوان الأصلى، قد رفضوها فى اللحظات الأخيرة.. وعندما جرت تصفية إجمالى المرشحين على 13 فقط، فإن الرهان فيهم كان على أربعة أو خمسة بحد أقصى، وربما أقل، وكان الباقون مجرد أسماء لا نصيب لها فى الرهان الحقيقى بأى مقدار!
ولا يكاد يمر يوم، خلال الأشهر القليلة الأخيرة، إلا وتنطلق فيه دعوات إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولاتزال الفكرة تراود الكثيرين، بوصفها مخرجاً من المأزق الذى تمر به البلاد هذه الأيام!
صحيح أن الإخوان يقاومون الفكرة، وصحيح أنهم يسربون أنباء، من وقت لآخر، عن أنهم، أو على الأقل بعضهم، يمكن أن يقبلها عند الضرورة، وصحيح أن مرشحين رئاسيين سابقين يتطلعون إلى فكرة كهذه، باعتبارها حلاً سحرياً لما تواجهه البلاد من أزمات متفاقمة، وعلى رأس هؤلاء المرشحين السابقين د. عبدالمنعم أبوالفتوح، وحمدين صباحى، وصحيح أيضاً أن هناك مرشحين سابقين يرفضونها، ويفضلون أن يكمل «مرسى» مدة ولايته، وعلى رأسهم عمرو موسى.. ولكن.. رغم هذا كله، فإن أحداً لم يتكلم عن مرشحى انتخابات الرئاسة المبكرة، إذا تقرر إجراؤها غداً.. من هم؟!
مرشحونا فى الانتخابات الماضية فيهم أسماء كبيرة، وقامات عظيمة، خصوصاً عمرو موسى، ولكن ما نعرفه على امتداد العالم، أن المرشح فى مثل هذه الحالة، إذا لم يحالفه التوفيق، فإنه فى الغالب يكتفى بفرصة واحدة أتيحت له، ولا يعاود الترشح من جديد، فى انتخابات تالية، إلا فى القليل النادر جداً، وإلا فإن الانتخابات الرئاسية المبكرة، إذا جرت غداً، بنفس مرشحينا السابقين، فسوف نكون أمام جولة إعادة، أكثر منها انتخابات جديدة بأى معيار!
أين، إذن، مرشحونا للرئاسة المقبلة؟!.. لقد كان الأمل أن تتمكن المحافظات، من خلال محافظيها، من تفريخ مرشحى رئاسة حقيقيين، كما يحدث على مستوى حكام الولايات فى أمريكا، وفى غيرها، ولكن ذلك لا يمكن أن يحدث عندنا، إلا إذا تغيرت طريقة اختيار المحافظين، بما يجعل المحافظات قادرة على إنتاج رجال قادرين على المنافسة، وليس على حمل العنب لمصر!