توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شىء غاب عنا!

  مصر اليوم -

شىء غاب عنا

مصر اليوم

  لو أننا رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، فسوف نكتشف أن الدكتور مرسى كان قد راح يصور لنا، فى نهايات العام الماضى، أن الموافقة الشعبية على مشروع الدستور، الذى كان مطروحاً للاستفتاء وقتها، سوف تؤدى بالضرورة إلى أن ينعم البلد بالاستقرار، ثم إلى إحساس كل مواطن بالأمان فى حياته! اليوم.. وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تمرير مشروع الدستور إياه، يتلفت كثيرون بيننا حولهم، فلا يقعون للاستقرار إياه على أثر، ويبحثون عن الأمان الذى وعدونا به، فيتضح أنه أقرب إلى السراب منه إلى أى شىء آخر! لماذا؟!.. لأن الدستور القائم الآن، لم يضعه أصحابه، أو بمعنى أدق، لم يضعه الذين كان عليهم أن يضعوه، ولذلك، فالكلام الذى قيل فى وقت وضع مشروع الدستور، عن أن الذين يصوغونه إنما هم منتخبون من الشعب، لا يعدو أن يكون كلاماً فارغاً بلا أى مضمون، لا لشىء، إلا لأن العبرة فى واضعى الدستور، فى أى بلد يحترم مواطنيه، ويخاطب مسؤولوه مستقبله الحقيقى بما يفعلونه، أن يكون هؤلاء الذين يضعون دستوره ممثلين لعقل الأمة وضميرها معاً، فى أرقى صورهما. ليس مطلوباً فيمن يشارك فى وضع دستورنا أن يكون منتخباً وفقط، وإلا فإن العمدة فى أى قرية رجل منتخب، فهل كان علينا أن نأتى عندئذ بمجموعة من العمد ليضعوا دستور البلاد؟! بالطبع لا.. ولذلك، فأنت عندما تستعرض فى ذهنك بعض الأسماء التى شاركت فى وضع مشروع دستور 1954، ابتداء من طه حسين، مروراً بمكرم عبيد، وانتهاء بأحمد لطفى السيد، وغيرهم طبعاً، يتبين لك أن تلك الأسماء كان قد تحقق لأصحابها شيئان أساسيان لا ثالث لهما، أولهما أن كل واحد منهم معروف بما يكفى لدى الغالبية من المصريين، وليس فى حاجة إلى أن تقدمه للمواطنين فى أى مناسبة، وثانيهما، أن هناك إجماعاً، أو ما يشبه الإجماع عليه، وعلى وطنيته، وعلى صدق نواياه تجاه بلده! أين هذا كله ممن وضعوا دستورنا الحالى؟!.. إن بعضهم، بل أغلبهم، لا يعرفهم جيرانهم، فضلاً عن أن الإجماع، أو شبه الإجماع، مسألة ليست واردة لهم أصلاً، ولذلك خرج الدستور إلى النور ميتاً، فلا جلب معه استقراراً، ولا أشاع بين الناس أماناً، من النوع الذى كان «مرسى» يبشر به طول الوقت! كان الرئيس يهلل فى حينه ويقول - ما معناه - إننا بعد إقرار مشروع الدستور سوف يكون عندنا رئيس منتخب، ومعه دستور، وبعدهما سوف يكون لدينا مجلس نواب منتخب، وعندئذ سوف تكتمل أركان الدولة الرئيسية، ولو أنصف لأدرك أنه ليس مهماً أن يكون ذلك كله موجوداً، فالمهم أن يكون عند الناس اقتناع بالرئيس، وبالدستور، وبالبرلمان، وهو، مع الأسف، الشىء الغائب حتى الآن!   نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شىء غاب عنا شىء غاب عنا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon