توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤامرة في عاصمتين!

  مصر اليوم -

مؤامرة في عاصمتين

مصر اليوم

في كتابه «شهادتي»، الصادر في القاهرة، عن دار «نهضة مصر»، أول هذا العام، يذكر الوزير أحمد أبو الغيط عبارة، أظن أنها كوم، وأن الكتاب كله كوم آخر! العبارة تعود إلى عام 2004عندما كان الرجل قد تولى أمر وزارة الخارجية، في منتصف تلك السنة، إذ كان عليه بعدها بأسابيع أن يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأن يلتقي هناك بنظيرته كوندوليزا رايس، وأن تدب بينهما معركة كلامية، ذاعت أنباؤها في حينها، وكانت حديثا ممتدا لوسائل الإعلام، وخصوصا في مصر! وعندما عاد من زيارته، كان عليه أن يقدم تقريرا عنها، إلى الرئيس حسني مبارك، وقد ذهب بالفعل إلى مقر قصر الاتحادية، حيث مكتب الرئيس محمد مرسي اليوم، وراح وزير الخارجية العائد من واشنطن، يرسم لمبارك، شكل الأجواء السياسية التي رآها عن قرب، وعايشها، في رحلته إلى العاصمة الأميركية، وراح أيضا يشرح له، كيف وجد الأميركان يفكرون فيما يتصل بالأحوال في القاهرة! قام مبارك بعد انتهاء اللقاء مع وزير خارجيته، وقطع معه خطوات في اتجاه الباب، وعندها، أي قبل الباب بخطوة أو خطوتين، توقف مبارك فجأة، ثم همس في أذن وزير الخارجية الأسبق بعبارة لم تكن على باله، ولا كان يتوقعها تحت أي ظرف، وربما لهذا السبب، فإنه ظل يحتفظ بها، بينه وبين نفسه، سبع سنوات كاملة، إلى أن تخلى الرئيس مبارك عن الحكم، في 11 فبراير (شباط) 1102، ثم عامين آخرين، إلى أن ذكرها، لأول مرة، في كتابه! قال مبارك لوزير خارجيته: إنني أشعر بأن الأميركان يخططون لإقصائي عن الحكم! وبطبيعة الحال، فإن مجيء العبارة، بهذه الصورة، وفي هذا التوقيت، بعد لقاء الوزير والرئيس، له علاقة مباشرة، بما سمعه وقتها من وزيره، عما يجري في البيت الأبيض، تجاه نظام الحكم القائم في الدولة المصرية. هنا، تجد نفسك كقارئ للكتاب، أمام سؤالين أساسيين؛ أولهما ما إذا كان مبارك كان «يشعر» فقط بما باح به للوزير أبو الغيط، أم أنه كان «يعرف»؟!.. وحين سألت صاحب الكتاب، بعد صدوره، هذا السؤال، كان ظنه، أن الرئيس السابق كان يشعر ويعرف معا! هنا أيضا، ننتقل إلى السؤال الثاني، وهو: ماذا فعل بعد شعوره، وبعد معرفته؟!.. الإجابة هي: لا شيء! لماذا؟! لأننا إذا تصورنا أن ما شعر به مبارك، وما عرفه، في عام 2004، كان أقرب إلى الكرة، التي راحت تتدحرج نحو سفح انتهى في 52 يناير (كانون الثاني) 1102، فإن الرئيس السابق لم يفعل شيئا لوقفها، ولا لمنع دحرجتها، ثم إننا، إذا تخيلنا، في الوقت ذاته، أن شعوره ومعرفته معا، كانا يصوران خيوط مؤامرة تتشكل في مهدها، ضده، وضد نظام حكمه، فإنه، مع الأسف، لم يجرب أن يتصدى للمؤامرة، بأن يجعل أرض بلده، وأجواءها السياسية، على مناعة، ضد فعل المؤامرات من هذا النوع، وبدا الأمر، على مدى سنوات سبع، من 4002 إلى 1102، وكأنه مستسلم تماما، للمؤامرة التي كان يشعر بها، ويراها!.. وبطبيعة الحال، فإن المسألة ربما تكون قد أخذت مع مبارك شكل الشعور الزائد على الحد بالقوة، كنظام حكم، بمعنى أنه في الغالب كان يشعر ويعرف حدود المؤامرة، ثم يقول لنفسه، ما معناه، إن على الذين يتآمرون، أن يرينا كل واحد فيهم، ماذا سوف يفعل.. ربما! تقاطر هذا كله في ذهني، حين قرأت كتاب «حقيقتي» الصادر عن الدار نفسها، في القاهرة، للسيدة ليلى طرابلسي، زوجة الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن علي، والتي اشتهرت باسم: ليلى بن علي، وهو بالطبع الاسم الذي جاء على صدر الكتاب. تتعرض في كتابها، لحياتها، منذ مولدها، إلى أن غادرت تونس مع زين العابدين، وأفراد الأسرة، يوم 41 يناير 1102، وإذا كان هناك شيء حاضر في الكتاب، من غلافه، إلى غلافه، فهو أنها، أي ليلى بن علي، بشر، أخطأت وأصابت، وأنها ليست شيطانا، كما أن الذين ثاروا عليها، وعلى زوجها، ليسوا ملائكة. وقد لفت نظري في كتابها شيئان، أعتقد أنهما سوف يحسبان لها؛ أولهما أنها تقول إنها بادرت إلى وضع كتابها، من أجل بلدها الذي حكم عليها من دون أن يسمعها، وثانيهما أنها لم تقطع بأنها سوف تكون موضوعية، وحيادية، فيما ترويه، وإنما قالت إنها سوف تحاول أن تكون كذلك. بقي أهم ما في الموضوع، وهو أنها ترى أن ما حدث في بلادها، كان مؤامرة انتهت بانقلاب عسكري ضد زين العابدين، وأن الانقلاب قد استغل ثورة الياسمين، في تونس الخضراء، لتحقيق أهداف دولية، وهو شيء كما ترى، قريب مما كان مبارك قد أسر به، إلى وزيره، وهو أيضا ما يجعلك تتساءل بصدق: ماذا يا رب كان سوف يجري، لو أن الرئيسين، مبارك وزين العابدين، قطعا الطريق على المؤامرة، منذ بدأت بوادرها تلوح في الأفق؟!.. ماذا لو لم يقف كلاهما يتفرج على ما كان يشعر به، ويعرفه؟!   نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤامرة في عاصمتين مؤامرة في عاصمتين



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon