توقيت القاهرة المحلي 06:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف فاتت على «الجنزورى»؟!

  مصر اليوم -

كيف فاتت على «الجنزورى»

سليمان جودة

الطريقة التى يتعامل بها الدكتور حازم الببلاوى، وزير المالية الأسبق، مع فكرة الحد الأقصى للأجر، تظل فى حاجة إلى مراجعة من جانبه، ثم من جانب غيره بالضرورة، لأنها كفكرة لا يجوز أن تؤخذ على إطلاقها هكذا. فهو كان قد اقترح، وقت وجوده فى الحكومة، العام قبل الماضى، أن يكون الحد الأقصى للعاملين فى الدولة 36 ضعف الحد الأدنى، ويقول فى مقال منشور له فى «المصرى اليوم» صباح أمس، إن حكومة الدكتور كمال الجنزورى، حين جاءت فيما بعد، قد خفضت هذا الحد إلى 35 ضعف الأدنى، ثم راحت تطبقه على كل الذين يعملون لدى الدولة. والفكرة تبدو منطقية وبراقة، منذ الوهلة الأولى، ولكنها عندما تخضع لأى مناقشة عقلية وواقعية ستظهر أنها ضد الواقع العملى على الأرض!. فالمفهوم، بل المطلوب أن يكون هناك حد أدنى، وأن يتم الالتزام به، عملاً بمبدأ العدالة الاجتماعية على الأقل، لأنه ليس مقبولاً أن تكون هذه هى ظروف الحياة التى نحياها، ونعرفها، ثم لا يكون عندنا فى الوقت نفسه حد أدنى للأجر، يوفر الحياة الآدمية فى حدودها الدنيا لكل مواطن. وهكذا، يتبين لنا أن عدم وجود حد أدنى يعنى أن يعمل بعض الناس «ببلاش» تقريباً، وألا تكفى أجورهم من الدولة قوت يومهم، وهو ما لا يجب أن يكون تحت أى ظرف!. فإذا تطلعنا إلى المسألة من الجانب الآخر، انكشف لنا وجهها الثانى، وهو أنك، كدولة، لا يجوز أن تضع حداً أقصى للأجر، خصوصاً فى القطاعات والمصالح التى تواجه فى مجالها منافسة قوية وصريحة من القطاع الخاص. وإلا.. لو افترضنا أن الحكومة قررت أن يكون الحد الأدنى ألف جنيه، وأن يكون الأقصى بالتالى 35 ألفاً، فهذا معناه أن أى بنك من بنوك القطاع العام الأربعة ــ مثلاً ــ لن يستطيع تجاوز هذا الرقم، فى حين أن هذه البنوك تعلم، ونحن نعلم معها، أن بنوك القطاع الخاص التى تعمل فى السوق نفسها تعطى أضعاف هذا الرقم، وما سوف يحدث، عندئذ، أن أى كفاءة سوف تغادر بنك القطاع العام، بحثاً عن سعرها الحقيقى فى السوق، الذى سوف تجده فى البنوك الخاصة!. البنوك مجرد مثال، وهناك إلى جوارها شركات ومؤسسات كبرى، سوف تخضع للمنطق نفسه، بما يعنى، بالعربى الفصيح أن الإصرار على وضع هذا الحد الأقصى سوف يؤدى إلى وضع حد أقصى للكفاءة فيها، لا للأجر، كما قلت من قبل، وسوف تتحول بنوك الدولة، وما يشبهها إلى مواقع طاردة للكفاءات، وهو ما لا نعرف كيف فات على الدكتور الجنزورى!. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف فاتت على «الجنزورى» كيف فاتت على «الجنزورى»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon