توقيت القاهرة المحلي 07:04:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكومة تذبح الدجاجة!

  مصر اليوم -

حكومة تذبح الدجاجة

سليمان جودة

إذا كان هناك شىء يجب أن تلتفت إليه جيداً حكومة هشام قنديل، أو أى حكومة أخرى قادمة، فهذا الشىء هو أن الضريبة ليست غاية فى حد ذاتها، وإنما هى وسيلة تستطيع بها الحكومة أن تأخذ من القادرين فى المجتمع، لتنفق على غير القادرين، وخصوصاً على خدماتهم العامة، التى ينبغى أن تتوافر لهم بصورة آدمية، من التعليم، إلى الصحة، إلى النقل.. وغيرها. وإذا كان هناك أحد، يمكن للحكومة أن تأخذ منه درساً فى هذا الاتجاه، فهذا الأحد هو الدكتور يوسف بطرس غالى، الذى نزل بنسبة الضريبة على الأرباح التجارية، أيام أن كان وزيراً للمالية، من 40٪ إلى 20٪، بما أدى إلى زيادة الحصيلة ثلاثة أضعاف كاملة، مع أن العكس تماماً هو الذى كان متوقعاً، لأن الطبيعى عندما تنزل بالنسبة هكذا، أن تتراجع الحصيلة تلقائياً، ولكن، لأن يوسف بطرس كان يعرف أن نقطة البداية فى الضرائب إجمالاً، هى أن تخلق لدى المواطن ثقافة المبادرة بدفع الضريبة التى عليه للدولة، فقد راح يشتغل على هذه النقطة، وأدار حملة إعلامية لترويجها، ربما تكون هى الأنجح فى مجالها حتى الآن، وعاد للدولة فى سنواته بـ180 مليار جنيه، بعوائد ضرائب، بعد أن كان الرقم 60 ملياراً! أقول هذا الكلام، لأن الدكتور رؤوف غبور لفت انتباهى إلى أن قراراً صدر من وزير المالية منذ أيام، بتحديد السلع والنسب التى يسرى عليها نظام الإضافة تحت حساب الضريبة، بما يلزمه، ويلزم غيره فى السوق، بإضافة 1٪ ضريبة على تاجر الجملة أو التجزئة، عند بيع أى سلعة إليه، ثم توريد هذا الـ1٪ للدولة، تحت حساب التاجر، فإذا كنا نعرف أن نسبة ربح أى تاجر جملة أو تجزئة تبدأ من 1٪ وتنتهى عند 3٪، فهذا معناه أن الحكومة تخصم منه ثلث أرباحه مرة واحدة، ومن المنبع، وسوف نكون عندئذ، أمام أحد احتمالين: إما أن يلجأ التاجر إلى تحميل هذه النسبة للمستهلك مباشرة، وهو ما سوف يكون صعباً، بسبب حالة المستهلك البائسة التى نعرفها هذه الأيام، وإما أن يؤدى قرار كهذا، من جانب الوزير، إلى ضرب الاقتصاد الرسمى، أى حركة البيع والشراء التى تتم فى النور، لصالح اقتصاد آخر يتم فيه البيع والشراء فى الظلام دون فواتير، ودون أوراق من أى نوع، لنجد أنفسنا فى النهاية، كدولة، أمام انخفاض فى حصيلة الضريبة، مع أن الهدف كان زيادتها، لا انحسارها! والدرس أن الحكومة يتعين أن تكون على وعى كامل بأن الضريبة شىء، والجباية شىء آخر، وأنها كحكومة يمكن أن تتورط، ربما دون أن تدرى، فى قتل الدجاجة التى تبيض لها ذهباً، فتخسر فى لحظة، الدجاج والذهب معاً! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة تذبح الدجاجة حكومة تذبح الدجاجة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon