توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفضل الذى لا ننكره للإخوان!

  مصر اليوم -

الفضل الذى لا ننكره للإخوان

سليمان جودة

فى أيام حسنى مبارك، كان الفساد بمعناه الشائع يكاد ينحصر فى دائرة السلطة، ثم فى دائرة المتصلين بهذه السلطة من كبار القوم، وعندما ضمت حكومة نظيف عدداً من رجال الأعمال، دار كلام مختلف عن فساد جديد، قيل وقتها إنه يمكن أن ينتج عن وجود رجل الأعمال فى موقع السلطة، بكل ما يمكن أن يؤدى إليه زواج من هذا النوع، بين مال من ناحية، وبين سلطة ونفوذ من ناحية أخرى! وكان الفساد الأقل، أو الفساد الصغير، إذا جازت تسميته هكذا، مخفياً إلى الدرجة التى لم يكن أحد يراه، بشكل مباشر، وبالتالى فإن الكلام عنه، والحال هكذا، كان كلاماً عن شىء غير مرئى! وحين جاءت «25 يناير» بشكل عام، ثم حين جاء الإخوان فى الحكم، بشكل خاص، شهدت الأراضى الزراعية ـ مثلاً ـ عددا من جرائم الاعتداء عليها، جهاراً وعلناً يفوق بمراحل كثيرة الجرائم المماثلة، قبل 25 يناير، ولاأزال أذكر إلى الآن كيف أن الرجل المحترم الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر وقتها، كان يصرخ بأعلى صوته مطالباً بحماية أرض الزراعة من اعتداءات مجرمة، كانت تلتهمها يوماً بعد يوم، دون خوف، ولا خجل، بل دون مبرر! وقد كان الأمل، عندما جاء الإخوان إلى الكرسى، أن يتصدوا لمثل هذه الجرائم الصغيرة، إذا جاز التعبير عنها بهذا المسمى، قياساً على جرائم الفساد الكبير، الذى عرفناه قبل 25 يناير.. ولكن ما حدث أن الإخوان، دون سبب مفهوم، قد أغمضوا العين عن الفساد الصغير بحيث إنه شاع لدرجة مخيفة، ومرعبة، وكأنهم كانوا ولايزالون يسعون إلى تحقيق نوع من اشتراكية الفساد، أى أن يكون الفساد موجوداً فى كل ركن! والفساد بالمناسبة ليس من الضرورى أن يكون فى شكله التقليدى، بمعنى أن يسرق «س» من الناس مالاً من خزانة الدولة، أو من المال العام إجمالاً، وإنما الفساد، خصوصاً الصغير منه، يمكن أن يكون فى أشكال مختلفة، وجديدة، ومبتكرة! يكفى أن تذهب إلى منطقة وسط البلد ـ على سبيل المثال ـ لترى بعينيك فوضاها، واحتلال الباعة الجائلين شوارعها، وتعاين عندئذ فساداً صغيراً يسكت عنه الإخوان، ويغضون عنه البصر.. ويكفى أن تحصى عدد المحال، أو الأكشاك التى ملأت الشارع دون ترخيص، ويكفى أن تراقب عدد السيارات التى تعربد فى شوارعنا، دون رخصة، ودون أرقام، وعينى عينك.. ويكفى.. ويكفى لتحزن كما لم تحزن من قبل على بلدك، ثم لتكون على يقين من أن الإخوان لم يقضوا على الفساد، كما كنا نتوقع ونأمل، وإنما هم وياللأسى فعلوا العكس تماماً بأن عمموه فى أنحاء البلاد! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفضل الذى لا ننكره للإخوان الفضل الذى لا ننكره للإخوان



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon