توقيت القاهرة المحلي 05:16:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أما المعارضة.. فمرسي كفيل بها

  مصر اليوم -

أما المعارضة فمرسي كفيل بها

سليمان جودة

يخطئ الدكتور محمد مرسي إذا تصور أن قادة المعارضة المصرية أو حتى أفرادها العاديين هم خصومه السياسيون الحقيقيون، فخصوم الرجل، والحال كذلك، موجودون في مكان آخر سوف أشير إليه حالا، ولكني أريد أولا أن أقدم الدليل على ما أقوله. ففي وقت من الأوقات، كانت رئاسة الجمهورية قد دعت رموز المعارضة إلى حوار في مقر الرئاسة، وكان هناك تعهد مسبق من مرسي ذاته، بأنه من خلال أجهزة الدولة جميعها، سوف يلتزم بما سوف تصل إليه جلسات الحوار، وحين صدق المدعوون تعهد الرئيس، وذهبوا، وجلسوا، وتحاوروا، اكتشفوا بعدها، من خلال الواقع العملي، أن تعهدات الرئيس ليس لها رصيد في هذا الواقع، ولم يكن هناك ما هو أدل على ذلك، إلا أن مجلس الشورى، إحدى غرفتي البرلمان، الذي يتولى التشريع كاملا، وبشكل مؤقت حاليا، قد أعلن عند أول اختبار، أنه يتحلل تماما مما قيل في جلسات الحوار إياها، وأنه بالتالي، ليس ملتزما بأي قدر بما كان مرسي قد التزم به أمام الذين دعاهم للحوار في مكتبه.. هذه واحدة! والثانية أن الرئيس نفسه، كان قد أعلن صراحة، عقب صدور حكم القضاء، بتأجيل انتخابات مجلس النواب، إلى ما بعد تعديل قانون الانتخابات، أنه، أي الرئيس، سوف يحترم حكم القضاء، ولن يطعن على الحكم، فإذا بالرئاسة بعدها بـ42 ساعة، تطعن على الحكم، وإذا برئيس الدولة يبدو وكأنه يتحلل تماما من كلام قاله هو لمواطنيه، وعلناً! والثالثة أن مرسي كان قد التقى عددا من القضاة في أعقاب اعتراضهم الصاخب على مشروع قانون السلطة القضائية، الذي كان مجلس الشورى قد أعلن اعتزامه مناقشته وتمريره، وفي اللقاء وعد الرئيس القضاة بأنه لن يقبل اعتداء من أي نوع عليهم، وأن قانونا لا يرضيهم لن يمر، فإذا بالمجلس بعدها مباشرة يحدد موعدا لمناقشة مشروع القانون، وكأن الرئيس لم يقل شيئا للقضاة، وكأنه لم يتعهد أمامهم، على أي مستوى! هذه أمثلة حية ثلاثة، وهناك غيرها طبعا، وكلها إن دلت على شيء فإنما تدل على أن «الشورى» في الأولى والثالثة يحصل على توجيهاته، إذا كان له كمجلس تشريعات، أن يحصل على توجيهات في تشريعاته من أحد، من جهة أخرى، بخلاف رئاسة الجمهورية، بل إن الحالة الثانية، تدل هي الأخرى على أن الرئاسة ذاتها تتلقى توجيهات من شخص ما، أو وجهة ما، خارجها! وهذه الجهة الأخرى ليست سرا، وإنما يجري تداولها يوميا، في الصحـــــافة المصرية، وفي الإعلام كله، على أنها جماعة الإخوان في مقرها فوق جبل المقطم.. وإلا.. فإذا كانت «الجماعة» بريئة من هذه الحالات، ومن غيرها، كما تردد هي دائما، فأين هي إذن تلك الجهة التي يمكن أن تكون فوق الرئيس في البلد، بحيث يقول هو كلاما صريحا وواضحا، كما في هذه الحالات الثلاث على سبيل المثال، فإذا بتلك الجهة التي تؤكد «الجماعة» أنها ليست هي، تكسر كلام رئيس الدولة، وتعتبره وكأنه لم يكن، ثم يكون لها هي كلام آخر، فيمشي على الرئيس شخصيا، وكأنه مواطن عادي لا حول له ولا قوة! ولو شئنا أن نربط بين هذه المحصلة التي يؤدي إليها السياق الطبيعي لما يحدث على الأرض، وبين ما أشرت إليه في السطر الأول، عن خصــــــــوم مرسي الحقيقيين، فســـــــوف يتبين لنا، أن خصومه إنما هم في «المقطم»، وليسوا أبدا في المعارضة، أو في جبهــــــــة الإنقاذ، وأكاد أقول إنهم هنـــــــاك في «الجماعة» أعداء للرئيس، وليســــــــوا مجرد خصوم عاديين، لأنهم يمارسون ما يمارســــــــونه، من وراء ستار، ثم يتحمل مرسي وحده، عواقب ممارسات منهم، يتبين يوما بعد يـــــــوم، وممارســـــــة بعـــــــد ممارســـــــــة، أنهــــــــا كارثيـة، وأنها تزيد الفجوة بين رئيس الدولة، وبين الشعب في عمومه، اتساعا وعمقا! ولو أنت سألتني عما يجب أن يفعله مرسي، في مأزق كهذا، فسوف أقول إنني في الحقيقة لا أعرف، وإنها مشكلته التي عليه أن يحلها، لأن تداعياتها سوف تكون قاسية عليه بشكل خاص، وعلى البلد بشكل عام، وإن كان في ذهني فكرة عن حل قد ينفع، وهو ما سوف أعود إليه في سطور لاحقة، لأكتفي اليوم بأن أقول، إن مرسي إذا كان عليه أن يردد دعاء محددا على مدار يومه، فهذا الدعاء هو: اللهم اكفني شر «الجماعة».. أما المعارضة فأنا كفيل بها! نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أما المعارضة فمرسي كفيل بها أما المعارضة فمرسي كفيل بها



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon