سليمان جودة
قال الشيخ رفاعى طه، قيادى الجماعة الإسلامية، فى الأهرام، صباح أمس، إن عادل الخياط، محافظ الأقصر الجديد، الذى ينتمى إلى الجماعة نفسها، قد عاد إلى بلده فى سوهاج، وأنه لن يدخل الأقصر محافظاً، إلا إذا وافقت المعارضة على الاستمرار فى منصبه.
والحقيقة أن هذا الموقف، من المحافظ «الخياط»، يدل على أنه يملك شجاعة، لا يملكها الدكتور محمد مرسى، ولا حتى هشام قنديل، رئيس حكومته!
فالدنيا مقلوبة منذ الإعلان عن حركة المحافظين الأخيرة، بوجه عام، ثم منذ الإعلان عن أن «الخياط» تحديداً سوف يكون محافظاً لمدينة، لا شىء عندها تقدمه للعالم، سوى آثارها وسياحتها، ومع ذلك، فإن «مرسى» أراد فيما يبدو، باختيار من هذا النوع، أن يقضى على سياحتها وآثارها معاً!
قد يكون عادل الخياط، نفسه، غير مدان بشىء كشخص، ولكن المشكلة أنه ينتمى إلى جماعة، جرى اتهام بعض أعضائها، فى مذبحة الأقصر الشهيرة، عام 1997، كما أنها، كجماعة إسلامية، لها آراء فى السياحة، وفى الآثار، لا تبشر بأى خير!
وما إن أعلنت رئاسة الجمهورية عن أن فلاناً، دون غيره، سوف يكون هو محافظ الأقصر، حتى استقال هشام زعزوع، وزير السياحة، من منصبه، إلى أن يعاد النظر فى هذا الترشيح.. ليس هذا فقط، وإنما عقد اتحاد الغرف السياحية اجتماعاً طارئاً، ونشر استغاثات احتلت صفحات كاملة فى الصحف، وفيها راح يناشد رئيس الدولة أن يعيد النظر سريعاً فى القرار، لأن دولاً بكاملها، خصوصاً الدول التى تضررت من مذبحة الأقصر، قد ألغت رحلات سياحها إلى الأقصر، وتوجهت بها إلى دول أخرى فى المنطقة!
وعندما يجرى اختيار «الخياط» محافظاً، ثم يكون اختياره للأقصر على وجه الخصوص، فإن الأمر يستحيل أن يكون مصادفة، ولابد أنه، والحال هكذا، مقصود، ومتعمد!
وليس أدل على ذلك إلا أن الجماعة الإسلامية حين أعلنت، أمس، على لسان صفوت عبدالغنى، فى الصفحة الأولى من «المصرى اليوم»، أنها مستعدة لسحب الرجل من منصبه، إذا كانت المصلحة العامة تقتضى ذلك، فإن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، قد أعلن فى العدد نفسه من الجريدة، على لسان د. سعد عمارة، عضو الهيئة العليا للحزب، أنه لا نية للتراجع، ولا لإعادة النظر فى حركة المحافظين، وأن «مرسى» سوف يمضى فى تنفيذ مشروع النهضة إلى نهايته!.. ولا أحد يعرف بالطبع نهاية مَن؟!.. مرسى أم المشروع؟!
وهو كلام لقيادى حزب الإخوان يجعلك تشفق للغاية على قائله، ويجعلك تتساءل عن السبب الذى يجعل مبدأ المصلحة العامة حاضراً عند الجماعة الإسلامية، وغائباً تماماً عند جماعة الإخوان، ولن تكون فى حاجة لجهد كبير، لتدرك أن السبب هو أن مصلحة جماعة الإخوان تعلو مصلحة الوطن، وتلغيها عند الضرورة!!.. ومع ذلك، فإنهم يتساءلون، فى بلاهة، عن أسباب خروج الناس عليهم فى 30 يونيو!!
نقلاً عن جريدة "المصرى اليوم"