سليمان جودة
أظن أن حوار المستشارة نهى الزينى مع زميلتنا رانيا بدوى، فى «المصرى اليوم» صباح أمس، يجب أن يقرأه الإخوان باهتمام، وأن يطالعوا ما جاء فيه بعناية، وأن يكون المحيطون بالدكتور «مرسى» أمناء معه، بأن يضعوه أمامه، لعله يفيده فى أزمته، فيخرج آمناً، ونخرج نحن أيضاً من هذه المحنة.!
وعندما أتوقف عند هذا الحوار، تحديداً، فإننى أفعل ذلك لسببين، أولهما أهمية ما تقول به المستشارة الزينى فيه، وثانيهما أن الإخوان، كجماعة، تعرف جيداً من هى نهى الزينى، وتعرف أنها حين كشفت فى 2005 عن تزوير انتخابات البرلمان، ضد مرشحهم، فإنها فعلت ذلك دون انتظار لثمن منهم - لا سمح الله - ولا مجاملة لهم، ولكنها فى الأحوال كلها، كانت ترى باطلاً، ولا تطيق السكوت عنه، وكانت تسعى وراء الحقيقة فى المشهد السياسى وقتها، ولا تسعى وراء غيرها، بمثل ما نفعل بالضبط الآن.
إننا، والحال كذلك، أمام سيدة ليست من خصوم الإخوان، حتى يقال إنها تقول ما تقوله فى حوارها، على سبيل الكيد لهم، فعداؤها، أو بمعنى أدق، خصومتها مع النظام السابق ليست فى حاجة إلى دليل، ولابد أن هذا وحده يكفى لأن يجعل «الجماعة» تتوقف طويلاً أمام الحوار، ثم تدقق فى تفاصيله، وتأخذ بنصائح صاحبته، قبل أن يفوت الأوان.
دعنا الآن مما قيل على لسانها، عن أن «مرسى» فشل، على مدى عام كامل، فى أن يكون رئيساً للمصريين، وأن «الجماعة» أخطأت خطأ عمرها، عندما قررت أن تطرح مرشحاً للرئاسة، فى آخر لحظة، بعد أن كانت قد نفت ذلك مراراً من قبل.. دعنا من هذا كله، فهو فى ظنى، من نوع تحصيل الحاصل، الذى قيل كثيراً وطويلاً، على مدى شهور مضت.
الأهم منه أنها تتوقع، بل تقطع باستمرار فشل «مرسى» فى المستقبل، وهو مالا يحتمله البلد فى تقديرى، ولا يتعين أن يرضاه الرئيس نفسه لبلده، وأعتقد أن اقتناعها بأن الرئيس سيواصل فشله ليس راجعاً إليه كشخصٍ بقدر ما هو راجع إلى أنه يحكم وفق «صيغة» معينة، من حيث علاقته بالجماعة، وبما أن هذه الصيغة لن تتغير، لأنها تعبر عن «طبع» وعن طبيعة نشأت عليها الجماعة، فالرهان على تغييرها إنما هو رهان على سراب.. إذ الطبع دائماً يغلب التطبع، ويبقى الحل الذى تطرحه المستشارة الزينى، وهو أن يستفتى الرئيس المصريين على إكمال مدته، أو أن يذهب إلى انتخابات رئاسية مبكرة، بشرط أن يحترم الجميع نتائج هذا الاستفتاء، أو الانتخابات، أياً كانت النتيجة. نحن الآن نريد حلاً، والحل تطرحه سيدة ليس هناك أدنى شك فى مدى إخلاصها للإخوان، رغم عدم انتمائها إليهم، ثم إخلاصها للوطن من قبل، ومن بعد، فلا تبددوا نصيحتها فى وقت أنتم ونحن معكم أحوج الناس إليها فيه.!
نقلاً عن "المصري اليوم"