توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى الذين لن يحجوا

  مصر اليوم -

إلى الذين لن يحجوا

سليمان جودة

حين كنت فى المغرب أمس الأول، فإننى رحت أتنقل بين صحيفة مغربية وأخرى، لأرى ماذا يستولى على اهتمام الناس هناك، وقد لاحظت أن قضية تخفيض عدد الحجاج هذا العام بقرار من السعودية، من بين القضايا المثارة بقوة، والتى تناولتها الصحافة المغربية فى مانشيتات عريضة، وفى صفحاتها الأولى. وما فهمته أن قرار الرياض تخفيض أعداد الحجاج القادمين من جميع الدول، لعام أو عامين، بسبب توسعات تجرى فى الحرم، سوف يؤدى إلى حرمان 6400 مواطن مغربى من أداء الفريضة هذه السنة. وما فهمته أيضاً مما أثير ولايزال فى صحافة المغرب أن المشكلة ليست فى التخفيض فى حد ذاته، ولكنها فى أنه سوف يصيب عدداً من المواطنين كانوا قد تم اختيارهم فعلاً من خلال القرعة، وكانوا بالتالى قد قطعوا فى إجراءات السفر شوطاً طويلاً فإذا بكل ما قطعوه يتبدد أمام أعينهم فى الهواء! والمشكلة لم تتوقف عند حدود المواطن الذى كان قد هيأ نفسه للحج، ثم تبين له فى اللحظات الأخيرة أنه لن يتمكن من تحقيق أمنية عزيزة على نفسه، ولكنها امتدت إلى الأجهزة المعنية التى صار عليها أن تختار من بين المتقدمين: من يذهب هذا العام ومن سيكون عليه أن ينتظر؟! وفى كل الأحوال، فهى ليست قضية مثارة فى المغرب وحدها، وإنما فى كل بلد مسلم، ومصر فى المقدمة طبعاً، بحكم عدد سكانها، الذى سوف يؤدى بدوره إلى أن يكون المستبعدون ضعف عددهم فى المغرب، وربما ثلاثة أضعاف! وربما يذكر القارئ الكريم أنى كنت قد أثرت هنا مراراً مسألة تتعلق بصميم ما نتكلم فيه الآن، وهى إصرار الكثيرين بيننا على أن يؤدوا الفريضة مرات ومرات، وكذلك العمرة، وكنت، ومازلت طبعاً أرجو كل من أدى هذه أو تلك مرة أن يكتفى بذلك، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان هو نفسه قد امتنع عن أن يذكر لمن سأله أن الحج واجب علينا فى كل سنة، وقال لمن راح يلاحقه بالسؤال فى هذا الشأن ما معناه أنه، عليه الصلاة والسلام، لو قالها لوجبت! وأظن أن رسولنا الكريم عندما رفض أن يصرح بأن الحج واجب فى كل عام على كل مسلم، كان يريد فى تقديرى أن يترك الأمر لفطنة المسلم، وحكمته، وحسن تدبيره وتقديره. ولذلك كنت قد ناديت بتخفيض العدد من جانبنا تلقائياً قبل أن تجد السلطات السعودية أنها مضطرة إليه، وكنت أرى أن الذى حج مرة، واعتمر مرة، يكفيه هذا جداً، وأنه فى العام اللاحق، بل فى الأعوام اللاحقة، يستطيع أن يوجه المبلغ الذى كان سيحج أو يعتمر به إلى أسرة فى منطقته لا تستطيع أن تعلم أولادها، فيكون بذلك قد أنقذ أبناءها من الضياع فى المستقبل، ويكون قد ضمن لهم من خلال تعليمهم فرصة عمل كريمة فى مقبل الأيام. ولابد أن الذين لم يكونوا يستطيعون مقاومة الرغبة فى الحج أو العمرة، لأعوام مضت، وكانوا يكررون الذهاب فى كل موسم، قد جاءتهم الفرصة من السماء فى عامنا هذا وفى الذى يليه بأن يوجهوا ما كانوا قد خصصوه للرحلة إلى كل أسرة تعيسة من حولهم، وبذلك سوف يتضاعف ثواب كل واحد منهم عند الله تعالى قطعاً، وسوف ينقذ، وهذا هو الأهم، مواطنين كثيرين من بؤس مؤكد كانوا ذاهبين إليه. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى الذين لن يحجوا إلى الذين لن يحجوا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon