توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتركوهم!

  مصر اليوم -

اتركوهم

سليمان جودة

إذا رأى عدد من المواطنين أن يتواجدوا فى ميدان رابعة العدوية، وأن يظلوا هناك، وأن يتمسكوا بمكانهم، رغم كل ما حدث، فيجب أن نتركهم فى أماكنهم، وألا نطردهم منها بالقوة، فهذا هو اختيارهم بكامل إرادتهم، وهذا هو حقهم الذى يجب ألا ننازعهم فيه! بل على العكس.. علينا أن نوفر لهم ما قد يحتاجون إليه فى موقعهم المختار، وأن نلبى ما يطلبونه، وألا نتأخر عنهم فى شىء، مادام هذا الشىء فى إطار العقل، وفى مقدور القانون! يجب أن نحيطهم بسياج عازل، وأن نحمى وجودهم، حيث هم، وألا نضايقهم بأى صورة، وأن نجعل كل واحد فيهم يحس، وهو فى رابعة العدوية، وكأنه فى بيته، فيجد من جانب الحكومة ما يشربه، وما يأكله، وما قد يجد نفسه فى حاجة إليه من خدمات عامة، من أى نوع! هؤلاء، فى النهاية، مصريون، ومواطنون، ووطنيون، ولكن مشكلتهم الحقيقية أنهم وطنيون على طريقتهم، وليس على طريقة الوطن الواسع الرحب، الذى يعيشون فيه مع غيرهم.. هذه هى مشكلتهم فى جوهرها، وعليهم هم، أن يدركوا، بأنفسهم، وبكامل وعيهم، اليوم، أو غداً، أو بعد غد، أنهم يغردون خارج السرب، وأنهم شاردون بعيداً.. وإلى أن يدركوا هم هذه البديهية، بأنفسهم، فسوف يكون من واجبنا أن نتعامل معهم برفق، وألا نؤخر عنهم طلباً، حتى وإن طلبوا حمام سباحة هناك يعومون فيه. هؤلاء معذورون، وعلينا أن نساعدهم، وأن نقف إلى جوارهم، وأن نأخذهم برحمة، وألا نكون قساة القلوب عليهم، وأن يشعروا فى كل لحظة بأنه لا أحد يرغب فى الانتقام منهم، ولا فى ملاحقتهم، أو محاصرتهم..  فكل واحد فيهم أراد بكامل قواه العقلية أن يكون فى هذا الميدان، وكل شخص فيهم ذهب إلى هناك باختياره الحر، ولذلك فمن حقه أن يبقى حيث هو فى هذا المربع، إذا شاء، مادام ملتزماً بآداب التواجد فى الشارع والميدان.. اتركوهم كما هم، وسوف يدركون فى لحظة ما، اليوم، أو غداً، ودون ضغط من أحد، أنهم أهل كهف العصر! نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتركوهم اتركوهم



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon