توقيت القاهرة المحلي 06:29:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارحموا العاصمة!

  مصر اليوم -

ارحموا العاصمة

سليمان جودة

تعرف أجهزة الدولة، أن كثيرين من المتواجدين فى ميدان رابعة العدوية، أو فى ميدان نهضة مصر، أمام جامعة القاهرة، موظفون رسميون فى الحكومة، وأنهم متغيبون عن وظائفهم منذ 30 يونيو الماضى، وأنهم يتقاضون رواتبهم بلا عمل، وهو وضع شاذ لا يجوز أبداً أن يستمر تحت أى ظرف. وإذا كان هؤلاء المتغيبون يقبلون أن يأكلوا فى بطونهم مالاً حراماً، لا يؤدون أمامه أى عمل، فإن الحكومة، فى المقابل، لا يجب أن تسكت عن وضع مقلوب من هذا النوع، ولذلك، فنقطة البداية أن توجه الإدارات الحكومية إنذاراً لهم، على امتداد المحافظات، بأن التغيب عن العمل، لفترة محددة يعرفها القانون، سوف يعرِّض كل واحد فيهم للفصل نهائياً دون نقاش، ثم تبدأ كل إدارة فى ذلك فعلاً، إزاء كل الذين سوف يرفضون الالتزام. إدارات الحكومة، فى كل محافظة، تعرفهم اسماً اسماً، ومن السهل حصرهم، وتوجيه إنذارات بالفصل إليهم، فى وقت لا يستغرق ساعات معدودة، لأن السكوت عليهم، إنما هو إهدار لمال عام، يحصل عليه كل فرد فيهم، عن غير وجه حق، وإذا كان هناك أحد منهم، يفضل البقاء فى الشارع، والتسكع فى رابعة، أو فى النهضة، فليفعل، بشرط أن يتخلص من عمله، وأن يبحث عن آخر فى مكانه، يعمل فى مقابل أجر يتقاضاه. وأظن، أن هذه يمكن أن تكون بداية، لإخلاء جميع ميادين البلد، من هذه الأعداد المتواجدة فيها، والتى طال وجودها بأكثر مما يجب، وزاد عن المعقول، وعن المقبول! ولابد أن الذين يتحركون فى العاصمة يعرفون أن سكانها قد ضاقوا بهذا الوضع، كما لم يحدث معهم، إزاء أى وضع مشابه من قبل، ويعرفون أيضاً أن القاهرة تختنق على مدار ساعات الليل والنهار ألف مرة، وأن هؤلاء المتكدسين فى ميادينها الرئيسية، يمثلون عبئاً فوق طاقة أى بشر على التحمل، خصوصاً إذا كان هؤلاء البشر قد شاء لهم حظهم الأسود، أن يكونوا من أبناء العاصمة، وأن يتحركوا فى شوارعها، كل يوم لقضاء مصالح لا يمكن تأجيلها! وأظن أن على حكومة الدكتور حازم الببلاوى أن تكون حازمة أكثر، فى تعاملها مع هذا الموضوع، وأن ترحم أبناء القاهرة من عناء الحركة فى شوارعها التى تشهد حالة مأساوية من الانسداد والاختناق، بامتداد اليوم، وإذا كانت مليونيات الأمس، قد مرت، فإن فى إمكان الدكتور حازم الببلاوى، أن يعتبر أن ما فات قد فات، وأنه قد آن الأوان لفض هذه التجمعات، بأى طريقة، ابتداءً من اليوم، وفق جدول زمنى يجرى إعلانه مسبقاً. فى إمكانه أن يصدر بياناً حازماً، يحدد فيه موعداً لإخلاء الميادين كافة، بما فى ذلك التحرير طبعاً، والاتحادية، وكل ميدان، من تجمعات البشر، الذين سيكون عليهم أن يعودوا إلى أعمالهم، وبيوتهم، لعل القاهرة تتنفس من جديد! ليس هناك شعب فى الدنيا، يتفرغ عدد من أبنائه للتظاهر، ثم يعملون فى أوقات فراغهم، إذا عملوا، ولهذا، فإن إخلاء هؤلاء جميعاً، من الميادين، ودون استثناء، لابد أن يكون من أولويات الحكومة التى لا تقبل الفصال. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارحموا العاصمة ارحموا العاصمة



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon