توقيت القاهرة المحلي 06:29:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف سمحتم لها بزيارته؟!

  مصر اليوم -

كيف سمحتم لها بزيارته

سليمان جودة

هل من حق السيدة «أشتون»، ممثلة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، زيارة «مرسى» بعد أن قرر المصريون عزله شعبياً فى 30 يونيو الماضى؟! وإذا افترضنا، نظرياً، أن من حقها أن تزوره، فما هى الصفة التى كان هو عليها، وقت أن قررت تلك السيدة زيارته؟! كان على الدولة أن تفكر جيداً قبل أن تسمح بزيارة من هذا النوع، لأنه إذا كان رئيساً محبوساً، فالرئيس الأسبق مبارك محبوس أيضاً، وكان عليها، إذن، زيارته مثل «مرسى» سواء بسواء. هل زارته باعتباره رئيساً سابقاً؟! إذا كان الأمر كذلك فمبارك رئيس سابق هو الآخر، وكان علينا أن نلفت نظرها إلى هذا، إذا لم تلتفت هى إليه من تلقاء نفسها؟! هل لأن «مرسى» رئيس معزول؟! ربما.. لكن «مبارك» هو الآخر رئيس معزول، بمعنى من المعانى، وقد يكون هناك فارق فى طريقة عزل كل منهما، وقد يكون مبارك هو الذى عزل نفسه طواعية، وتخلى عن الحكم تلقائياً عندما اكتشف أن قطاعاً عريضاً من المصريين لا يريده، لكن يبقى أن كليهما معزول، وأن ظروفهما السياسية متشابهة إلى حد كبير. ولو أن أحداً قال إن «مبارك» متهم فى قضايا تتم محاكمته عليها حالياً، فإن الأمر ذاته حاصل بالضبط مع «مرسى» الذى ينتظر محاكمة قريبة على ما ارتكبته يداه، خلال سنة فقط، فى حق هذا البلد، خصوصاً هروبه من وادى النطرون وعلاقاته المريبة مع المتطرفين فى سيناء والمتشددين فى حركة حماس. إننى أخشى أن أقول إن «مبارك»، الذى لم أكن من مؤيديه فى أى وقت، يظل أفضل حالاً من مرسى، إذا ما تكلمنا عمن هو أحق بزيارة سيدة الاتحاد الأوروبى.. فالرئيس الأسبق انصرف عن الحكم رغم قضائه 30 عاماً فيه، وبالتالى كان المتوقع منه، والحال هكذا، أن يقاتل من أجل البقاء فيه، وهو ما لم يحدث كما رأينا لأنه، رغم كل ما يمكن أن يقال عنه ويحسب عليه، كان يدرك معنى كلمة «وطن» فى أسوأ الظروف، ولم يكن يضع حزبه الوطنى فوق الدولة، شأن «مرسى»، الذى وضع جماعة الإخوان فوق الدولة فى كل لحظة كان فيها فى الحكم، ولو كان يدرك أن الجماعة، أى جماعة، إلى زوال، وأن مصر هى الأبقى، وأن هذا الوطن يجب أن يعلو، من حيث مصالحه العليا على الجميع، ما كان قد ظل يخرِّف حتى آخر لحظة، ويتكلم عن شرعية وهمية يتصور أنها موجودة. هذه زيارة ما كان لها أن تتم لرجل أصبح خارج التاريخ، مهما كان موقع السيدة التى طلبت الزيارة، ومهما كان موقعها الرسمى، ومهما كانت ضغوطها، فنحن الذين نقرر لا الاتحاد الأوروبى. نقلاً عن جريدة " المصري اليوم "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سمحتم لها بزيارته كيف سمحتم لها بزيارته



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon