سليمان جودة
بيان الحكومة، الذى صدر أمس الأول، حول فض الاعتصام فى رابعة، وفى النهضة، كان ينقصه أن يقال بشكل واضح للجميع إن العملية سوف تنطبق أيضاً على التحرير وعلى الاتحادية، وعلى كل تجمع فى أى ميدان أو شارع، وإنه قد آن الأوان لإنهاء هذا العبث الممتد فى ميادين البلد وشوارعه، وإنه لا تمييز فى عمليات الفض بين مؤيد للمعزول أو معارض له ولجماعته الفاشلة والعاجزة!
وأظن أن هذا الجزء الناقص فى البيان يجب أن يضاف اليوم وبسرعة، حتى لا يذهب الإخوان ليتاجروا كعادتهم بالأمر لدى إعلام الغرب دون حياء!
وما نتمناه على الدكتور حازم الببلاوى، وعلى الفريق أول السيسى، ومن قبلهما الرئيس المؤقت عدلى منصور، والدكتور البرادعى، أن يخاطبوا وهم يتعاملون مع هذا الملف الإعلام الغربى، طول الوقت، لأنه من الواضح أن الكذب الصريح لم يكن أسلوباً للإخوان وهم فى الحكم فقط، وإنما هو أسلوب حياة لهم، حتى فى أثناء وجودهم خارج الحكم وكأنهم، والحال هكذا، يعجزون عن أن يعيشوا دون أن يكذبوا على مدار الليل والنهار!
إن جماعة الإخوان الكذابة، كانت - مثلاً - هى المخطئة تماماً، فى أحداث طريق النصر، لأن أتباعها هم الذين قطعوا الطريق على الناس، وهم الذين تجاوزوا «رابعة»، إلى غيرها، بما يتناقض تناقضاً كلياً، مع أصول ومبادئ أى اعتصام تعرفه دول الغرب، التى راحت، هى نفسها تدين ما حدث، لا لشىء إلا لأن الإخوان الكذابين قد صوروا للعالم أنهم هم الضحية، وأنهم هم الذين جرى الاعتداء عليهم دون مبرر، وهو عكس ما جرى على طول الخط!
كنا نتمنى لو أن الدكتور البرادعى رد على هذا الكذب فى حينه، وسأل السلطات الأمريكية عما كانت قد فعلته هى نفسها، مع اعتصام «وول ستريت»، وكيف أن البوليس الأمريكى هو الذى تصدى لفض الاعتصام بالقوة وقتها، ولانزال نذكر جميعاً كيف أن وسائل الإعلام العالمية قد نقلت فى تلك الأيام صورة شهيرة لعسكرى بوليس أمريكى وهو يضع حذاءه فوق رقبة معتصم بعد أن طرحه أرضاً!
لو كنت مكان الببلاوى لأعدت نشر هذه الصورة فى الصفحات الأولى من الصحف المصرية، رداً على إدانة الأمريكان لما جرى فى أحداث النصر، ولكنت أيضاً قد نشرت صوراً للمدعو أردوجان، وهو يفض اعتصام ميدان «تقسيم» بالقوة.. ووقتها كان كل واحد من هؤلاء الذين يصدقون كذب الإخوان سوف يبتلع حجراً، ويلتزم الصمت، بل كان سيدين الإخوان.
نقلاً عن جريدة "المصري اليوم "