سليمان جودة
أعرف كثيرين بدأوا يعودون إلى تليفزيون الدولة، ليتعرفوا من خلاله على حقيقة ما يجرى فى البلد هذه الأيام، بعد أن كانوا فى أوقات سابقة لا يجدون مفراً من اللجوء إلى قنوات أخرى، ليست مصرية، ليطالعوا فيها بعضاً مما يدور فى بلدهم! وإذا كان هذا قد حدث، وإذا كان تليفزيون المصريين قد عاد إليهم، حتى ولو جزئياً، فأظن أن عودة كهذه ترجع فى أغلبها، إلى وجود سيدة إعلامية محترفة، مثل الدكتورة درية شرف الدين، على رأس وزارة الإعلام، ووجود رجل مهنى مثل عصام الأمير على رأس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بالإضافة إلى آخرين طبعاً إلى جوارهما فى شتى القنوات والإذاعات يعرفون معنى المهنية فى الممارسة الإعلامية، ويدركون أهمية أن تكون أميناً كإعلامى أو كمسؤول عن الإعلام مع المواطن من قبل، كان هناك شخص إخوانى وضعوه على قمة جهاز الإعلام فى البلد، ولأنه كان إخوانياً، قبل أن يكون مصرياً، فقد كان لا يرى فى البلد غير الإخوان، ولذلك كانت الكآبة تكسو الشاشة فى أيامه، وكان سوء الحال فى «ماسبيرو» هو عنوان المكان! الآن.. تستطيع أن تقول إن المهنية تعود، ولا نقول عادت كاملة لأننا إذا قلنا بذلك كان معناه أنه لا مساحة تتبقى للحركة والتجويد، وأن الأمر قد بلغ منتهاه فنظلم أنفسنا، ونظلم جهازنا الإعلامى كله، ولهذا فإن كل ما نريد لفت الانتباه إليه هو أن الأداء اختلف، وأن الموضوعية فى المعالجة الإعلامية لمختلف القضايا بدأت تشق لها طريقاً هناك، وما هو مهم فى هذه اللحظة أن تستكمل المسألة طريقها، وأن نحترم عقل كل مصرى ونحن نخاطبه بقى أن أقول إن المهندس شريف عفت قد لفت نظرى إلى عبارة موجودة بالإنجليزية على شاشات القنوات الرسمية وهى مكتوبة هكذا: «Egypt Fighting terrorism» وتعنى أن «مصر تواجه أو تقاتل الإرهاب» وتقدير الرجل، وأنا معه تماماً، أن على الدكتورة درية أن تعطى تعليماتها بتغيير هذه العبارة سريعاً، لتكون من صباح غد فى صيغتها الجديدة، على نحو ما كان بوش الابن، قد خاطب به العالم، وقت الهجوم على بلاده، فى 11 سبتمبر 2011، فوقتها رفع الرئيس الأمريكى شعار: «America under Attack»، أى أن «أمريكا تواجه هجوماً»، وهى اللغة نفسها التى علينا أن نخاطب بها العالم، الآن، فتكون العبارة الجديدة هكذا: ««Egypt under Attack» نتمنى على وزيرة الإعلام أن يحدث هذا وبسرعة، لأن هناك فرقاً كبيراً بين أن نقول للعالم إننا نقاتل الإرهاب وأن نقول إننا نواجه هجوماً، وهو الواقع كما نرى، علاوة على أن العبارة فى حاجة إلى أن تكون مكتوبة بخط كبير وواضح، وأن يجرى تعميمها على شتى القنوات الخاصة والعامة منها على السواء! المسألة لا تحتمل انتظاراً يا دكتورة درية، فنحن حقاً فى مواجهة هجوم على الدولة بكل مؤسساتها، ولسنا نقاتل أحداً!