سليمان جودة
يتساءل كثيرون، وأنا معهم: أين السيدة جيهان السادات مما يجرى تجاه بلدها فى الخارج هذه الأيام؟!.. إنها امرأة قوية، وعظيمة، وصاحبة وجه معروف للغاية فى أمريكا، وفى الغرب عموماً، ثم إنها صاحبة تأثير كبير عندهم، وبالتالى فوجودها الآن فى عمق المشهد مطلوب بشدة، وواجب وطنى، ولابد منه على وجه السرعة إنها تعرف أن المستشار الألمانى الأسبق هيلموت شميت كان قد قال مراراً إن السادات هو أعظم الذين قابلهم هو فى حياته، وأنه أقصد «شميت» يفتقد شجاعة السادات العظيم فى كل يوم يمر على العالم لذلك فإن موقف ألمانيا من بلدنا فى وقتنا الحالى يبدو شاذاً وغريباً للغاية، وليس مفهوماً، ولا هو قائم على أى أساس، ومن المهم لهذا السبب أن تخرج جيهان السادات من خلال مؤتمر صحفى بالإنجليزية، بل من خلال عدة مؤتمرات ممتدة، لتخاطب الألمان، وتقول لهم بأوضح لغة إنهم إذا كانوا يتخذون هذا الموقف الرسمى المخزى منا الآن فإن عليهم أن يراجعوا أنفسهم بسرعة، لأنهم والحال كذلك، يدافعون أو ينحازون، ربما دون أن يدروا، إلى الذين كانوا قد قتلوا السادات، بطل السلام، الذى قال فيه «شميت» كذا.. وكذا.. وهو ما لم يقله الرجل فى أى سياسى آخر فى أرجاء الأرض! فإذا انتهت جيهان السادات من مخاطبة أوروبا عموماً وألمانيا خصوصاً بما يفهمه الألمان والأوروبيون، كان عليها عندئذ أن تتوجه بخطابها إلى الولايات المتحدة، لتقول لهم بأنصع وأقوى لغة إن الإدارة الأمريكية تنحاز فى بعض تصريحاتها إلى الذين كانوا قد أسالوا دم السادات، دون وجه حق، وإنه لا يجوز لهذه الإدارة أن تنحاز إلى قتلة هى تعرف ماذا فعلوا، ولا أن تخون المبادئ الأساسية التى قام عليها المجتمع الأمريكى لقد قيل فى وقت من الأوقات إن شعبية السادات فى الولايات المتحدة الأمريكية وصلت حداً كان يستطيع هو معه أن يرشح نفسه فى الانتخابات الأمريكية.. ويفوز!! هذا كلام قيل كثيراً، وكان معروفاً أيام السادات أن بيوتاً أمريكية عديدة كانت ترفع صوراً له على جدرانها من فرط إعجابها به، ومن هنا فإن الكلام عندما يصدر الآن عن السيدة جيهان السادات تحديداً، بكل ثقلها، ثم وزن زوجها الراحل العظيم، فسوف يكون له تأثير السحر على الرأى العام هناك، ليضغط بدوره على حكوماته ورؤسائه، ويعيدهم إلى طريق الصواب اخرجى عليهم يا سيدتى، وقولى لهم بكل وضوح عبارة واحدة هى: لا يليق بكم، ولا بتاريخكم، أن تقفوا مع قتلة السادات الذى تعرفونه تماماً، فى مربع واحد!