سليمان جودة
لماذا يسكت الأستاذ محمد حسنين هيكل، حتى الآن، عن حرق بيته ومكتبته على يد جماعة الإخوان؟! ولماذا يكتفى بمجرد التقدم ببلاغ رسمى إلى قسم منشأة القناطر، طالباً فيه حصر الخسائر والأضرار الناجمة عن الحريق؟!السكوت لم يكن مطلوباً، منذ اللحظة الأولى، التى أحرق فيها هؤلاء الهمج، بيت الرجل ومكتبته.. وكان الأمل، ولايزال، ألا يكون رد فعل الأستاذ هيكل على جريمة متكاملة الأركان، بهذا الشكل، هو مجرد إبلاغ قسم الشرطة التابع له البيت!لا.. فما تم، أولاً، ليس جريمة عادية، بحيث نكتفى معها باتباع الإجراءات العادية التى قد تنتهى بتقييد الجريمة ضد مجهول، ثم إن صاحب البيت المحترق، والمكتبة المحترقة، ليس رجلاً عادياً بأى معيار، وبالتالى فلابد أن يكون رد الفعل على نحو مختلف تماماً إن الأستاذ هيكل رجل معروف على مستوى العالم، وليست هناك صحيفة كبرى، فى أى عاصمة، إلا وتعرف ويعرف صاحبها، أن فى مصر اسماً له رنين عالمى، هو محمد حسنين هيكل، وليست هناك فضائية عالمية، ولا وكالة أنباء، إلا وتعرف هذا كله، ويعرفه صاحبها، ولذلك، فقد كان المتوقع ألا يرفع صاحب البيت والمكتبة أنقاضهما، إلا بعد أن يدعو إلى مؤتمر صحفى عالمى بين الأنقاض والخرائب التى أدى إليها الحريق، ليشرح للعالم من هناك، وبالصورة، حجم ما ارتكبه الإخوان، ولتتجول الكاميرا وتتفرج الدنيا وترى إن ما فعله تتار العصر، فى بيت هيكل ومكتبته، فعلوه فى حديقة الأورمان نادرة الأشجار، وفى تمثال نهضة مصر، وفى مبنى محافظة الجيرة الذى كان تحفة أثرية نادرة، وفعلوه فى متحف ملوى فى المنيا، وفى متحف بهنسة فى المحافظة نفسها، وفى متحف روميل فى العلمين، وفى.. وفى.. إلى آخر ما يدل على أن هؤلاء الناس، إذا كانوا من الناس أصلاً، إنما هم ضد كل شىء له قيمة!وإذا كانت هذه المبانى، والحدائق، والمتاحف التى خربوها، لها حكومة من المفترض فيها أن تعمل على تسويق وترويج هذا التخريب، والتدمير، عالمياً، فإن بيت الأستاذ هيكل يخصه، وكذلك مكتبته، ونرجوه، لهذا السبب، أن يدعو كل الذين يعرفهم فى الإعلام فى أى عاصمة، وهم كثيرون، ومؤثرون، إلى البيت، وإلى المكتبة، ليروا بأعينهم ماذا ارتكب الإخوان الذين يتعاطف معهم الغرب المترخص الجبان أنت، يا أستاذ هيكل، تعرف جيداً حجم تأثير الصورة، وفى حالتك، وحالة بيتك، ومكتبتك، سوف يكون لها تأثير مضاعف، فلا ترفع الأنقاض من فضلك إلا بعد أن تصل بها، من خلال الكاميرات، إلى كل ركن من أركان الأرض، وإلا بعد أن توثقها، لتظل الجريمة حية وباقية.