سليمان جودة
تعقد لجنة الخمسين المكلفة بتعديل دستور الإخوان، الذى صدر العام الماضى، أول اجتماع لها صباح اليوم، ومن الواضح للمتابع لأخبار اللجنة، أن هناك سباقاً محموماً بين عمرو موسى، من ناحية، وسامح عاشور من ناحية أخرى، على رئاستها.
ومع احترامى للرجلين، وتقديرى لهما، فإن فوز أى منهما بالرئاسة، سوف يعطى انطباعاً لدى الرأى العام فى مجمله، بأن تياراً سياسياً محدداً، هو الذى يسيطر على لجنة الدستور، وبالتالى على أعمالها، وأقصد تيار جبهة الإنقاذ بالطبع، دون أن يكون فى هذا الكلام، بطبيعة الحال، أى إقلال من شأن الجبهة، وقيمتها، ودورها، ورموزها جميعاً، فقد قامت، وتقوم، بدور مهم للغاية، ولاتزال آمال كبيرة معلقة عليها.
هذا كله، يدعونى إلى أن أشير إلى أن رئاسة اللجنة لو جاءت من نصيب السفيرة ميرفت التلاوى، فسوف يكون شيئاً طيباً جداً، وسوف يحقق عدة أهداف فى وقت واحد.
فنحن نعرف أن هناك شكاوى لدى قطاع كبير من السيدات فى المجتمع، بأن ما يخص المرأة، من بين مقاعد اللجنة، قليل، ولذلك فإن مجىء «التلاوى» إلى مقعد رئاستها سوف يعوِّض هذا النقص، إذا ما أقررنا بأن هناك نقصاً من هذا النوع فعلاً.. إننى أقول ذلك مع إيمانى الكامل بأنه ليس من الضرورى أن يكون الاهتمام بقضايا المرأة حكراً عليها وحدها، إذ من الجائز جداً، أن يكون هناك رجال أكثر إيماناً بدور المرأة، منها هى نفسها.
هذه واحدة.. والثانية أننا إذا كنا نجتاز، حالياً، مرحلة مختلفة فيما بعد ثورة 30 يونيو، فإن وجود امرأة لها سمعتها الدولية، مثل السيدة التلاوى، على رأس لجنة كهذه، سوف يعطى أمام العالم معنى عظيماً، وسوف يترجم، فيما أظن، شيئاً من مبادئ الثورة، فى فعل حى على الأرض.
ليس بيننا، تقريباً، من سوف يختلف على إمكانات عمرو موسى، ولا على قدرات سامح عاشور، وكلاهما ربما يكون له دور آخر أكبر فى مستقبل الأيام، فى سياق مختلف، ولهذا السبب، فإن المرء يتمنى لو أن كليهما لم يتوقف فقط عن حدود التنازل عن الموقع، للتلاوى، وإنما تجاوز التنازل إلى تبنى الفكرة ذاتها، والدعوة لها، والإغراء بها، بين أعضاء اللجنة جميعاً، بحيث يكون الفائز بالمقعد، ليس التلاوى، بقدر ما سيكون الفائز الحقيقى، فى هذه الحالة، هو مصر.
ولا نراهن، فى هذا الاتجاه، سوى على العقل، واتساع الأفق، وسعة الصدر، لدى كل عضو من الأعضاء الخمسين، ليؤخر كل واحد فيهم نفسه، ويقدم عليها صالح الوطن.
نقلاً عن "المصري اليوم"