سليمان جودة
هذه الأرقام الستة تشكل معاً ما صار معروفاً بأنه رقم حساب دعم اقتصاد مصر، وليس مطلوباً من أى شخص مصرى، أو عربى يرغب فى دعم اقتصاد البلد، إلا أن يوجه ما يريد أن يتبرع به إلى هذا الرقم فى البنك الأهلى المصرى.
وقد بدأت الفكرة مع ثوة 30 يونيو ثم خفتت قليلاً قليلاً، مع بقاء الرقم منشوراً فى أكثر من صحيفة، يومياً، أو مذاعاً على الشاشات على مدار اليوم إلى أن تم تنشيط الفكرة من جديد صباح الأربعاء الماضى، حين طلب الرئيس عدلى منصور من الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء، إعادة تشكيل مجلس أمناء الصندوق الذى يشرف على رقم الحساب.
وحقيقة الأمر أن إعادة تشكيل مجلس الأمناء ليست هى الشىء الذى يعنينا، إذ الأهم أن يشار لنا إلى شخص محدد، يكون هو المسؤول أمامنا عن رقم الحساب، وعن الصندوق الذى يضمه، ثم عن إجمالى ما تلقاه منذ بدأ، ومتوسط ما يتلقاه يومياً، ولابد بعد هذا كله، أن يقال لنا شىء واضح ومحدد أيضاً عن الوجوه التى سوف يتم فيها إنفاق أموال الصندوق.
لا يكفى أبداً أن نفتح رقم حساب من هذا النوع وندعو المصريين والعرب إلى التبرع فيه، ثم نسكت وكأننا نسينا الموضوع أو كأنه لم يعد يحظى منا بالحماس الكافى.. فالمصريون لهم تجارب غير مشجعة من قبل مع أرقام حساب وصناديق مماثلة كانت قد جمعت فلوساً، ثم لم نعرف إلى الآن أين ذهبت ولا من أنفقها!
إننى، والحال هكذا، أرجو من الدكتور الببلاوى، وهو يعيد تشكيل مجلس الأمناء، أن يضع شخصاً معروفاً لنا على رأسه، وأن يكون هذا الشخص مسؤولاً فى مساء كل يوم عن الإعلان عن إجمالى ما وصل الصندوق فى هذا اليوم ثم إجمالى ما هو موجود فى الصندوق عموماً بالقرش والمليم.
هذه خطوة أولى.. وأما الثانية فهى أن يقال إن حصيلة الصندوق فى النهاية سوف تكون للإنفاق على التعليم والتعليم وحده، خاصة أن الرئيس منصور قد قال فى حواره الأخير إن التعليم من بين أربع أولويات يعمل عليها هو وتعمل عليها حكومته.
ولابد أن وضع التعليم كأولوية هكذا ليس كلاماً بقدر ما هو فعل حى، وهذا الفعل لن يتحقق على الأرض ما لم يكن هناك شيئان أساسيان: رؤية لما نتمنى أن يكون تعليمنا عليه من مستوى، ثم أموال لتحقيق الرؤية.. فلنجعل حصيلة هذا الرقم هى البداية، ولنحمس المتبرعين بأن نحيطهم دائماً بمجمل تبرعاتهم، وبمواضع إنفاقها.
نقلاً عن "المصري اليوم"