سليمان جودة
أياً كانت أيام حظر التجوال الباقية، وأياً كانت ساعات الحظر التى سوف تتقرر خلالها فى اليوم الواحد، فإن الأمل أن تكون هذه الأيام والساعات قد تحولت من فترات إبقاء إجبارى للناس فى البيوت إلى معركة حرة من معارك العمل فى الشارع فيما يخص وزارتين على وجه التحديد: الإسكان، ثم النقل.
أقول ذلك، وأنا أرى، ويرى غيرى، أن كوبرى أكتوبر - على سبيل المثال - يخضع لعملية صيانة شاملة فى أثناء ساعات الحظر، وإذا كان هذا قد حدث ويحدث لمرفق حيوى، مثل أكتوبر، فما نتمناه أن تكتمل صيانته عند انتهاء الحظر، وأن تبدأ وزارة الإسكان سريعاً فى صيانة غيره من الطرق، على مستوى المحافظات الخاضعة للحظر، بحيث يشعر المواطنون عند انتهائه، بأنه إذا كان قد صار نقمة عليهم أثناء تطبيقه، فإنه قد أصبح نعمة بعد انقضاء أيامه وساعاته من خلال ما سوف يلاحظه كل مواطن من تحسن فى مستوى الطرق، وعلى رأسها الطريق الدائرى الذى يحتاج إلى صيانة عاجلة.
فالذين يمرون عليه، هذه الأيام، يكتشفون أنه لم يعد على ما كان عليه زمان، فالفواصل الحديدية ترفع السيارات وتحطها، كل عدة أمتار، والحفرات منتشرة بامتداده، ولذلك، فالحظر سوف يكون فرصة لا يجب أن تفوتنا، من أجل إعادة «الدائرى» إلى ما كان عليه، ومن أجل أن يكون طريقاً آدمياً يصلح لأن يقطعه المارة ذهاباً وإياباً، فلا ينغص حياة واحد فيهم.
وما يقال عن الطرق، فيما يتصل بمسؤولية المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان، يقال عن السكك الحديدية، بالدرجة نفسها، للوزير «الدميرى»، وكلاهما صاحب تجربة كبيرة فى مجاله.
إن القطارات متوقفة عن الحركة، منذ فترة، لأسباب أمنية مجردة، وسوف يكون شيئاً ممتازاً أن يستغل «الدميرى» هذه الفترة: لإجراء صيانة واجبة، ليس على القضبان فقط، وإنما على القطارات نفسها، بحيث يرى المصريون، فيما بعد، أن ساعات الحظر وأيامه لم تكن وقتاً ضائعاً، عند الوزارتين، وأن الرجلين اللذين يجلسان على قمتهما قد انتهزا الفرصة على أفضل ما يكون، لصالح كل مصرى، من خلال تحسين مستوى خدمة عامة من هذا النوع.
إن الشوارع والطرق تتحول ليلاً، فى القاهرة والجيزة مثلاً، إلى ملعب مفتوح تستطيع فيه «الإسكان» أن تعمل دون أى عائق ودون تعطيل مصالح الناس، كما قد يحدث، حين تجرى عمليات الصيانة والإصلاح فى الأيام العادية، ولهذا فهى فرصة لن تعوض، وكذلك الحال طبعاً على طول السكة الحديد من الإسكندرية إلى أسوان.
الشكاوى من توقف حركة القطارات تكاد تكون على كل لسان، وربما يكون الشىء الذى يخفف عن الذين كانوا يستخدمون القطار فى حياتهم اليومية أنهم يدركون أن توقفها مؤقتاً يصب فى الصالح العام، وليس بهدف العكننة عليهم، ولكن هذا موضوع، وكون أن يتبين لهم لاحقاً أن فترة التوقف كانت فرصة لم تتبدد، وأنها قد جرى استغلالها، لصالحهم جيداً، موضوع آخر.
ساعات الحظر وأيامه اختبار لن يتكرر للوزيرين، ونحن على ثقة من أن كليهما سوف يجتازه بنجاح.
نقلاً عن "المصري اليوم"