سليمان جودة
قالت رئاسة الجمهورية، فى بيان صادر عنها أمس الأول، إن الرئيس عدلى منصور سوف يزور السعودية والإمارات آخر هذا الشهر. وقال البيان المنشور فى الصحف جميعاً إن «منصور» سيزور «بعض دول الخليج»، بعد جولته فى كل من الرياض وأبوظبى.
ورغم أن الزيارة تأتى متأخرة كثيراً ورغم أنها كان يجب أن تتم فور إعلان دول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات والكويت والبحرين، وقوفها مع مصر، بكل ما تملك من دعم مادى أو سياسى، فى مواجهة هجمة غربية أمريكية شرسة علينا، إلا أنها إذا كانت قد جاءت الآن فالأفضل، كما يقال دوماً، أن تأتى متأخراً إذا كان البديل هو ألا تأتى أصلاً!
ومع ذلك، فقد ارتكبت الرئاسة فى بيانها خطأ فادحاً ما كان لها أن تقع فيه، ولابد أنها مدعوة إلى أن تصححه سريعاً، ودون إبطاء، حتى لا تسوء تداعياته أكثر.
أما الخطأ فهو عبارة «بعض دول الخليج»، الواردة فى البيان، ثم فى الخبر المنشور فى كل الصحف، إذ الواضح أن المقصود بالعبارة دولتان على وجه التحديد هما الكويت والبحرين، ولا أعرف كيف فات على الرئاسة أن عدم تسميتهما يمكن أن يؤدى إلى مشاعر استياء بالغة بين المسؤولين والمواطنين فيهما، وهى مشاعر نحن فى غنى عنها تماماً فى ظروفنا الحالية.
لقد حدثنى أصدقاء من الكويت تحديداً، وسمعت منهم أن عدم الإشارة إلى اسم دولتهم صراحة فى الخبر لم تتوقف عواقبه عند مجرد الإحساس بالإساءة بينهم كمواطنين فقط، وإنما استغلت المعارضة الكويتية هذه العبارة أبشع استغلال وأخذتها وراحت تتاجر بها وتزايد بمعناها، ربما غير المقصود، على الحكومة هناك!
لقد جاء وقت اعترضت فيه المعارضة عندهم على 3 مليارات دولار قررت الحكومة الكويتية دعم القاهرة بها فيما بعد ثورة 30 يونيو، وامتلأت الصحافة الكويتية بصراخ المعارضين، وخصوصاً الإخوان منهم، غير أنى قرأت بعينى كلاماً للشيخ سلمان، وزير الإعلام، يرد عليهم، ويقول بأن دعم مصر مسألة لا تراجع عنها، كما أنه - يقصد الدعم - قد حظى بإجماع عند مناقشته فى مجلس الوزراء.
وحين كان الشيخ صباح أمير البلاد فى واشنطن مؤخراً قيل إن دعم الاستقرار فى مصر كان على رأس كلامه مع أوباما.
وما كاد بيان الرئاسة يصدر عندنا حتى تلقفته المعارضة، وبشكل خاص مهاويس الإخوان، الذين راحوا يتاجرون بحكاية عدم ذكر اسم بلدهم فى زيارة الرئيس منصور، وراحوا أيضاً يهاجمون الأمير وحكومته بعنف، ويقولون ما معناه إن القاهرة التى ندعمها بكذا وكيت لم تكلف خاطرها لتذكر اسم الكويت فى خبر الزيارة!
لا أعرف من المسؤول عن ذلك فى الرئاسة، ولكن ما أعرفه أن الزيارة تأخرت كثيراً، وأنها كان يتعين أن تتم مبكراً للسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، فلما جئنا لنتدارك خطأ التأخر، عالجناه بخطيئة!
نقلاً عن "التحرير"