سليمان جودة
سوف يصدر قرار من مجلس الوزراء، خلال أيام، بتشكيل لجنة مستقلة تدير أموال وممتلكات جماعة الإخوان، التى صدر حكم قضائى بحلها، أمس الأول، وسوف تكون هذه الإدارة مؤقتة لحين صدور أحكام قضائية على المتهمين من قيادات الجماعة فى قضايا جنائية.
وبما أن موضوع أموال هذه الجماعة سوف يكون فى يد الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، لأنه هو الذى سيصدر قراراً بتشكيل اللجنة المستقلة، فإننا نرجوه شيئين أساسيين فى هذا الشأن:
أولهما أن يتم توجيه جزء من هذه الأموال أو حتى كلها، إذا لزم الأمر، إلى إصلاح ما أفسد وأحرق الإخوان، منذ 3 يوليو الماضى إلى اليوم.
القاعدة المستقرة تقول إن من أفسد شيئاً فعليه إصلاحه، ولابد أننا جميعاً نعرف، بالأرقام، حجم ما أفسد الإخوان، منذ أن فاجأتهم ثورة 30 يونيو إلى هذه اللحظة.
فالدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، قال، فى تصريح منشور، إن ترميم خسائر مبنى كلية الهندسة فى الجامعة، بعد اعتداءات معتصمى «النهضة» عليه يحتاج 25 مليون جنيه، ومن قبل كان الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، قد رصد 25 مليوناً أيضاً لإعادة ميدان النهضة إلى أصله، بعد أن دمره الإخوان، وكان محافظ القاهرة، الدكتور جلال سعيد، قد قال إن إصلاح ما جرى إفساده فى «رابعة» يحتاج 85 مليوناً، وكذلك قال اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، إن خسائر المحافظات من اعتداءات الإخوان بلغت 330 مليون جنيه.
هذه مجرد عينة محزنة من الأرقام المعلنة، بخلاف 21 مركز شرطة تم إحراقها، يوم 14 أغسطس الماضى، أى بعد فض اعتصامى «رابعة والنهضة» بساعات، وبخلاف الكنائس التى تم إحراقها، وهى 82 كنيسة، وبخلاف مبنى حديقة الأورمان، ومبنى محافظة الجيزة، ومتحف ملوى فى المنيا، ومتحف روميل فى العلمين، و... و... إلى آخر هذه القائمة الطويلة، التى لا يمكن أن يتورط فيها مصرى محب لبلده، ومخلص لوطنه، وحريص على أرضه.
باختصار.. ما تم إفساده على أيديهم معروف، ومعلوم، ولابد من إصلاحه على نفقتهم ومن جيوبهم، ولن يكون فى ذلك أى نوع من التجنى عليهم، لأننا نصلح بفلوسهم ما أفسدوه بأيديهم، لا أكثر من هذا ولا أقل، وهى مسألة منطقية، ومعقولة، ولا يمكن أن يختلف حولها اثنان عاقلان.
وأما الشىء الثانى الذى نرجوه من الدكتور «الببلاوى» حين يتعامل مع أموالهم، فهو ألا يسمح بدخول قرش واحد منها إلى الخزانة العامة للدولة، لا لشىء، إلا لأنها أموال حرام فى ظنى، وفى ظن كل عاقل، إنها أموال مدنسة، ولا نقبل بالتالى أن يدخل منها شىء فى أموال الدولة، ولذلك فما يتبقى منها، بعد إصلاح كل حجر تضرر من الإخوان، يجب رده إليهم.
إنها أموال تم جمعها فى غفلة من العقل، أغلى ما منحه الله تعالى للإنسان، ومن شأن أموال كهذه أن ينزع الله سبحانه منها البركة.
نقلاً عن "المصري اليوم"