سليمان جودة
عندما يقول الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس وزراء مصر الأسبق، رئيس مجلس أمناء جامعة النيل المستقيل، فى حوار له مع «المصرى اليوم» إنه سأل الدكتور أحمد زويل، صاحب مشروع مدينة زويل فى الشيخ زايد، عما سوف يفعله إذا ما حكم القضاء لصالح الجامعة فى صراعها مع المدينة، وإن «زويل» رد بما معناه أنه فى هذه الحالة سوف يرحل عنا ويفضحنا أمام العالم - فليس لهذا معنى سوى أننا أمام تهديد من صاحب نوبل، لا يجوز!
وعندما يقول الدكتور عصام حجى، المستشار العلمى لرئيس الجمهورية، إن الدولة لن تسمح أبداً بالمساس بمدينة زويل، فهذا معناه أن مستشار الرئيس ليس مطلعاً بالقدر الكافى على ما قيل فى هذا الشأن من جانب الصحف كافة، ولو أنه راجع ما قيل فسوف يرى بعينيه أن أحداً ممن كتبوا فى الموضوع، وكنت واحداً منهم، لم يقف ضد مدينة زويل فى أى وقت.. بل على العكس.. قلت وأقول وسوف أقول مع غيرى إن من حق الدولة بل من واجبها أن تساند مشروع عالم نوبل الكبير إلى أقصى مدى ممكن وبلا سقف، وأن تمنحه الدعم المطلوب وزيادة، وأن تقف بجواره بكامل إمكاناتها بشرط وحيد هو ألا يكون ذلك على حساب جامعة النيل.. لا أكثر من هذا، ولا أقل.
مشروع زويل ليس مشروعاً يخصه، وإنما هو مشروع يخص كل مصرى، ومن حق كل مواطن بل من واجبه أن يطالب حكومته بأن تبذل كل العون الممكن من أجل أن يتجسد المشروع على الأرض كما يريده زويل وفريق العلماء الكبار الذين يرافقونه فى تنفيذ الفكرة.. ولكن.. مرة أخرى سوف نقول إن ذلك كله مشروط بألا يكون خصماً من قدرة جامعة وليدة مثل «النيل» على البقاء والنمو والتوسع والانتشار، بحيث نصل إلى يوم يكون فى كل محافظة منها فرع يقدم العلم لأهله دون رغبة فى تحقيق أى ربح.
يأسف المرء حين يجد أنه مضطر لأن يشرح المشروع ويعيد تعريف المعرف بطبيعته، ولكن ما حيلتنا إذا كان مستشار الرئيس العلمى قد أراد بتصريحه المنشور فى «الأهرام»، أمس الأول، أن يعيدنا إلى المربع الأول وإلى النقطة صفر، وكأننا لم ننفق ما أنفقناه من جهد، ومن طاقة، فى الدفاع بالحماس نفسه عن المشروعين معاً، وحقهما أن يكون لكل واحد منهما مكانه ثم مكانته بيننا.. ولكننا فى كل مرة كنا نلاحظ، ولانزال، أن هناك رغبة وقبل الرغبة نية فى نسف أحدهما وهو الجامعة لصالح الآخر وهو المدينة!
يبدو لى الدكتور زويل فى بعض الأحيان كأنه رجل تلقى ساعة هدية، ثم تبين له أنها مسروقة من شخص يعرفه وبدلاً من أن يردها إليه معتذراً فإنه يتمسك بها، ثم يظل يردد أنها تليق على يده، أكثر مما تليق على يد صاحبها!
نقلاً عن "المصري اليوم"