توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عض الأصابع فى أمريكا

  مصر اليوم -

عض الأصابع فى أمريكا

سليمان جودة

لا تفتح أى صحيفة هذه الأيام، ولا تتطلع إلى أى شاشة إلا وتجد خبراً مكتوباً هنا وتقريراً مذاعاً هناك من الرئيس الأمريكى أوباما الذى لن يحصل على راتبه آخر هذا الشهر! ولو أنت قرأت التفاصيل فسوف تكتشف أن السبب هو أن مجلس النواب فى الكونجرس الأمريكى، الذى هو برلمان البلاد، يرفض إقرار الميزانية الجديدة لعام 2014، ويربط موافقته عليها بإلغاء برنامج الرعاية الصحية الذى كان أوباما قد طرحه منذ أصبح رئيساً، ولايزال يتمسك به، إيماناً منه بحق مواطنيه فى أن يتلقوا رعاية صحية جيدة. الكونجرس، كما نعرف، يتكون من مجلسين أحدهما مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون، أى معارضو أوباما، وهؤلاء هم الذين يضعون له «العقدة فى المنشار»، كما نقول نحن، منذ دخل البيت الأبيض، وثانيهما مجلس الشيوخ، ويسيطر عليه الديمقراطيون أى الحزب الذى ينتمى إليه أوباما. نحن إذن أمام ما يشبه لعبة عض الأصابع فى الولايات المتحدة بين الرئيس من ناحية، الذى يرفض التنازل عن مشروع الرعاية الصحية، باعتباره مشروعه الأهم كرئيس للدولة، وبين الكونجرس من ناحية أخرى، الذى يريد أن يقايض أوباما، حيث تكون هذه بتلك، أى الموافقة على الميزانية الجديدة فى مقابل إلغاء برنامج الرعاية الصحية إياه! وفى لعبة عض الأصابع هذه يظل كل طرف من طرفيها فى انتظار أن يصرخ الطرف المنافس ليقول: «آه» أولاً، وبالتالى يكتشف الطرفان أنهما فى سباق يقوم فى أساسه على شىء واحد هو مدى القدرة على التحمل من كليهما! وإلى أن يتراجع أحدهما ويتنازل ويصرخ متألماً فإن التداعيات التى يراها المتابعون لهذه اللعبة من بعيد تظل عجيبة ومدهشة، وربما تكون جديدة تماماً على بعضنا.. وإلا.. فما معنى أن يقال إن من بين هذه التداعيات أو الأعراض الجانبية أن رئيس أكبر دولة فى العالم لن يقبض راتبه عند آخر أكتوبر، وإن موظفين كثيرين سوف يجدون أنفسهم مضطرين إلى الذهاب فى إجازة دون أجر، وإن مؤسسات وهيئات أمريكية سوف تغلق أبوابها إلى أن تجد الأزمة حلاً، وهو ما حدث بالفعل، أمس، عندما رفع المتحف الوطنى فى «واشنطن» لافتة على بابه تقول إنه مغلق أمام زواره ضمن ما أطلقوا عليه هناك «خطة التعطيل»، إلى أن تكون للأزمة نهاية! زمان ومنذ ما يقرب من قرنين ونصف القرن، كان الذين وضعوا الدستور الأمريكى قد حرصوا على أن يكون هناك توازن دقيق جداً بين السلطات الثلاث فى الدولة، بحيث لا تجور سلطة على الأخرى، ولا تستأثر واحدة منها بالسلطة دون غيرها، وبحيث يضمن توازن من هذا النوع تسييراً منضبطاً للدولة، وتحقيقاً مثالياً لمصالح المواطنين، وهو ما لا نكاد نجده فى الأزمة المثارة الآن! وليس لهذا كله من تفسير معقول إلا ما كان تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فى أثناء الحرب العالمية الثانية، قد قاله، وهو أن الديمقراطية ليست أفضل شىء توصلت إليه أنظمة الحكم المعاصرة كما قد نتصور، وإنما هى أقل ما توصلت إليه هذه الأنظمة سوءاً! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عض الأصابع فى أمريكا عض الأصابع فى أمريكا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon