توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليوم.. نحتفل مرتين

  مصر اليوم -

اليوم نحتفل مرتين

سليمان جودة

إذا جاز لنا أن نفتقد أحداً، اليوم، فهذا الأحد هو السادات العظيم، الذى لولاه لكان وضع سيناء، فى هذه اللحظة التى نتكلم فيها، لا يختلف أبداً عن وضع غزة، ولا عن وضع الضفة الغربية. نفتقد الرجل، اليوم، كما كان المستشار الألمانى هيلموت شميت، ولا يزال، يفتقده، وحين سألوه فى عيد ميلاده التسعين عن أعظم الساسة الذين قابلهم فى حياته فإنه رد سريعاً وقال: «إنه السادات دون منازع».. ثم أضاف أنه لا يفتقده على المستوى الشخصى فقط، وإنما يفتقده، بالدرجة نفسها، عندما يقرأ عن أى مشكلة مثارة فى العالم بين دولتين، ولا تجد رجلاً شجاعاً مثل السادات يتصدى لها! رجل بهذا الحجم، وبهذا الوزن، فى بلده، وفى خارجه، لم يجد محمد مرسى أدنى حرج، ولا استحى، وهو يأتى بالذين قتلوه ليجلسوا أثناء احتفال 6 أكتوبر من العام الماضى فى منصة الاحتفال، وكم كان موجعاً لكل مصرى وطنى أن يرى القتلة فى الحفل، وأن يكون أبطال الحرب فى بيوتهم، يتأملون ما يجرى فى حزن، وأسى، وألم! والحقيقة أنه ليس لنا أن نندهش من المأساة التى شهدها حفل السنة الماضية، ولا من ألاعيب الصغار التى يمارسها الإخوان أثناء احتفالات هذا العام، فما جرى قبل عام حين يوضع فى إطار واحد مع ما يؤمنون به، يظل شيئاً طبيعياً، لا غرابة فيه، وكذلك عبث هذا العام.. فأنت، فى النهاية، أمام جماعة إخوانية، لا تعنى سيناء بالنسبة لها أى شىء، ولا حتى مصر كلها، وإلا ما كان كبيرهم مهدى عاكف قد قال يوماً: طظ فى مصر.. وما كان رئيسهم العاجز الفاشل قد راح يخطط لأن يتنازل عن جزء من سيناء الغالية، أو حتى عنها كلها، ما دام ذلك سيؤدى إلى بقائه فى الحكم! تجربة تعيسة لنا معهم، طوال عام لهم فى الحكم، لابد أن تكون قد جعلتنا نراهم جيداً على حقيقتهم العارية، وأن نكون على يقين بعد تجربة العام الأسود من أن هؤلاء ناس تخصصوا فى هدم الدول، لا بنائها أبداً، سعياً إلى خلافة إسلامية وهمية، لن تتحقق فى أى وقت إلا فى الخيال المريض الذى يتلبس كل واحد فيهم! فالمصرى الوطنى الطبيعى ينحنى فى هذا اليوم احتراماً، وتقديراً، وإجلالاً، للسادات العظيم مرة، ثم لكل الذين شاركوه صناعة النصر مرات، ابتداءً بالقادة الكبار، ووصولاً إلى أصغر جندى حارب فى مثل هذا اليوم من 40 سنة، تحت علم مصر، ثم راح يرفعه مرفرفاً فى سيناء، حتى لو فقد حياته فى سبيل هذا الهدف السامى الذى لا يدانيه أى هدف آخر.. غير أن المصرى الإخوانى لا يعنيه هذا كله فى شىء، ولا يراه، لا لشىء إلا لأن جماعته تضع غشاوة على بصره ثم على عقله، منذ اللحظة الأولى التى يصير عضواً فيها، فلا يرى غيرها فى الدنيا! وإذا كنا نحتفل، ثم نحتفى، اليوم، بالسادات، ورجاله العظام، فلابد أن يتوازى مع ذلك احتفال، ثم احتفاء آخر، بالسيسى، ورجاله العظام أيضاً.. ففى المرة الأولى حرر السادات سيناء، وفى الثانية حرر السيسى مصر كلها. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليوم نحتفل مرتين اليوم نحتفل مرتين



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon