توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كأس «شاهين» الذى تجرعناه

  مصر اليوم -

كأس «شاهين» الذى تجرعناه

سليمان جودة

كل مصرى اكتوى بنار المرحلة الانتقالية الأولى، التى امتدت من يوم 11 فبراير 2011، عندما تخلى «مبارك» عن الحكم، إلى 30 يونيو 2013، عندما عزل المصريون «مرسى» ــ لابد أن يتشاءم هذه الأيام، وهو يرى اللواء ممدوح شاهين يتردد بانتظام على لجنة تعديل الدستور.قلنا من قبل مراراً، ونقول اليوم، وسوف نظل نقول، إن الرجل قد يكون قائداً عسكرياً من الطراز الرفيع، وقد يكون عقلية عسكرية من الطراز الفريد، ولكنه، فيما يخص مسائل القانون بوجه عام، والدستور بشكل خاص، يشير بما يقود البلاد إلى التهلكة، وليس هذا كلاماً نظرياً، ولكنه كلام مستند إلى تجربتنا معه، طوال تلك المرحلة، حين أشار فيما بعد ثورة 25 يناير، بما أشار به، فبدأناها بالمقلوب، على عكس كل الأمم المتمدينة، ولأننا انتهينا بالدستور، ولم نبدأ به وقتها، حسب استشارته، فقد وجدنا أنفسنا فى 30 يونيو الماضى، نعود إلى المربع صفر!.. فهل نريد، منذ الآن، أن نجد أنفسنا، مرة أخرى، أمام خيار من هذا النوع؟!ما جرى لنا بسببه، مع رجل اسمه طارق البشرى، مرة، ثم مع إخوانى اسمه صبحى صالح، مرة أخرى، يكفى جداً لأن يبتعد هو عن الصورة الدستورية، تماماً، فإذا لم يبتعد من تلقاء ذاته، فإن على الذين فى أيديهم الأمر أن يبعدوه، ليس لأنه، كشخص، رجل سيئ، ولا لأنه غير وطنى، لا سمح الله، ولا لأن عليه شيئاً يدينه، لا قدر الله، ولا.. ولا.. إلى آخره.. وإنما لأننا جربناه، من قبل، وقادنا، بمشورته الدستورية، إلى ما يشبه الموت، لولا أن الله تعالى سلَّم، وقيد لنا رجلاً اسمه عبدالفتاح السيسى، فأنقذنا من هلاك مؤكد، فى 3 يوليو الماضى.مشورة «شاهين» فى حينها لم تُلحق أى أذى بكيان الجيش، وهذا ما نحمد الله عليه، غير أن هذه المشورة ذاتها قد ألحقت الأذى، كل الأذى، بالبلد كله، وكان هو من الذين هيأوا الأمر للإخوان، عن غير وجه حق، بشكل أو بآخر، وليس هناك عاقل فى الدنيا، يرضى بأن يسأله المشورة فى الدستور، من جديد، إذا كنا قد رأينا عواقب استشاراته بأعيننا وعانينا منها، ولانزال، فلماذا الإصرار عليه بالذات، مع أن فى البلد عشرات العقول الممتازة، التى يمكن أن تغنينا عنه، وعما يمكن أن يصيبنا بسبب وجوده فى هذا المربع؟!قد يقول أحد، إن زيارته للجنة الخمسين، صدفة، وهى قد تكون كذلك، إذا كانت زيارة واحدة.. فإذا تكررت، ثم كان اللواء «العصار» فى صحبته، فى كل مرة، فإنها هنا لا تكون صدفة أبداً، وإنما نحن، والحال كذلك، أمام «خطة» وأمام «قضية»، وأمام مسألة يجب أن نتوقف أمامها بكل ما عندنا من وعى وانتباه.ذلك أن الهدف إذا كان هو الحصول على امتيازات للجيش فى الدستور، وهو كذلك فى الغالب، فإن ظروف بلدنا فى وقته الحاضر تحتاج إلى مَنْ يعطيه، لا إلى مَنْ يأخذ منه، حتى ولو كان الأخذ هنا لصالح المؤسسة العسكرية، التى لا تحتاج فى ظنى إلى تمكين دستورى تسعى إليه، لا لشىء، إلا لأن تمكينها موجود فعلاً فى وجدان كل مصرى، ومحفور بالفعل فى أعماق كل وطنى، وبالتالى، فهى ليست فى حاجة إلى امتياز دستورى من أى نوع، إذا كانت تستحوذ على امتياز أعلى لها، لدى كل واحد فينا، يدرك حقيقة مكانتها السامية بامتداد تاريخها.نريد للجيش المصرى العظيم أن يحتضن هذا الشعب، فى كل حالاته، وأوقاته، لا أن تكون بينهما مسافة مكتوبة فى الدستور، ولن يحدث هذا، إلا إذا غاب «شاهين» عن الصورة.. فما تجرعناه، بسببه، يكفينا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كأس «شاهين» الذى تجرعناه كأس «شاهين» الذى تجرعناه



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon