سليمان جودة
فى تصريح للدكتور حازم الببلاوى، قبل يومين، قال إن حكومته لن تجدد العمل بقانون الطوارئ فى آخر نوفمبر المقبل، وهو تصريح لابد أنه سوف يسعد الذين يطالبون بوقف العمل بالقانون منذ أول لحظة تقرر العمل به فيها، وسوف يهدئ أيضاً من خاطر المتباكين بدموع التماسيح فى الخارج على استمرار العمل بقانون من هذا النوع.
غير أن السؤال المحير والأهم، الذى نرجو الدكتور الببلاوى أن يجيب عنه بصدق وأمانة هو: هل تم تطبيق القانون فعلاً، وهل نجحت الحكومة بالفعل فى فرضه لمواجهة ما يهدد حياة المواطن على أرض بلده كل يوم؟!
إن أى شخص على دراية مبتدئة بالقانون يعرف أن المادة 3 منه تحظر المظاهرات والمسيرات التى أصبحت تنغص حياة الجميع منذ أن أزاح الشعب جماعة الإخوان من الحكم فى 30 يونيو الماضى.
ولأن الإخوان عاطلون بالوراثة، ولأنهم بلا عمل، فضلاً عن أنهم بلا عقل، وبلا ضمير، وبلا إحساس، فإنهم استمرأوا الحكاية منذ ذلك التاريخ، ولم يعد يمر يوم إلا وتصادف فيه مجموعة من الهمج المنتمين إليهم أو المتعاطفين مع إرهابهم، وقد خرجوا فى شارع من الشوارع الرئيسية ليعطلوا مصالح الناس ويفسدوا عليهم يومهم، ويهاجموا المنشآت العامة وقوات الشرطة والبوليس، ويعربدوا فى الشارع وكأن البلد ليس فيه حكومة توقف هذا العبث عند حده بالقوة.. قوة قانون الطوارئ!
ولابد أن كثيرين قد قرأوا تصريح الببلاوى ولسان حالهم يقول: ماذا فعلت يا دكتور حازم بالقانون حتى توقف العمل به؟! إن الحكومة تعرضت لهجوم عنيف خارج البلد وداخله لمجرد أنها قالت إنها سوف تستخدمه لمواجهة الخارجين على المجتمع والمهددين لأمنه، والمستهترين بأقدار الناس فيه، ولم يحدث إلى اليوم أن سمعنا أن الحكومة قد تصدت لعبث الصغار، الذى يمارسه الإخوان، ثم قالت لنا وللعالم إنها تتصدى لهم بموجب القانون الذى فى يدها.. لم يحدث، ويكاد الناس فى مجتمعنا يستعينون بحكومة صديقة، فى أى بلد شقيق، لتصد عنهم هذا القرف الذى يشيعه صغار الإخوان فى كل ركن من أركان البلد!
د. حازم.. فى يدك قانون يتيح لك أن تضرب بحزم وبعزم لا يعرف اللين ولا الرحمة، كل هؤلاء الذين حوّلوا أيام المصريين إلى معاناة، وساعتها سوف تكون موضع تعاطف الجميع، وسوف يصفق لك الملايين وربما يرفعونك فوق الأعناق ويهتفون بحياتك.. إذ لا شىء فى قائمة أولويات أى مواطن يمكن أن يتقدم الأمن كأولوية أولى دون منافس.
المصريون جاءوا بهذه الحكومة لترحمهم من جنون الإخوان ومن عجزهم وفشلهم وقلة أدبهم.. لا لتطلقهم علينا وكأنها لا تراهم!
طبقوا الطوارئ كما أُنزلت.. أو الغوها!
نقلاً عن "المصري اليوم"