توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلاج قبل المصالحة

  مصر اليوم -

العلاج قبل المصالحة

سليمان جودة

ما أفهمه أن دعوات المصالحة التى تنطلق من وقت إلى آخر، لإعادة جماعة الإخوان إلى طريق الصواب، لن تؤدى إلى شىء حقيقى نلمسه على الأرض، ليس لسوء نية الذى يقومون بها طبعاً، ولا لأن الدولة ليست مرحبة بعودة السلميين من الجماعة إلى الجماعة الأكبر، التى هى مصر، ولا لأن الرافضين لمبدأ المصالحة ذاته يتزايدون بيننا، يوماً بعد يوم، بسبب حماقات الإخوان وغبائهم فى الممارسة اليومية منذ 3 يوليو الماضى، ولا.. ولا.. إلى آخر ما يمكن أن يطوف بالذهن فى هذا الاتجاه.السبب الذى يجعل دعوات المصالحة غير مجدية فى ظنى، هو أن الإخوان، خصوصاً القيادات فيهم، والذين يمارسون عنفاً ضد المجتمع، أو يحرضون عليه، أحوج الناس إلى العلاج قبل المصالحة.إننى أتكلم جاداً، وليس فيما أقوله أى رغبة فى الاستهزاء بهم، ولا فى الحط من شأنهم، باعتبارهم بنى آدميين فى النهاية، وإنما تقديرى أنهم أثبتوا عجزاً فريداً فى التعامل مع مجتمعهم، فى كل مرة أتيح لهم فيها أن يتعاملوا معه خلالها، وكانوا فى كل مرة يتعاملون مع المجتمع بقدر كبير من الشك مرة، ثم من التكفير مرات!وأرجو ألا يقال هنا إن عجزهم عن التعامل مع المجتمع بشكل طبيعى راجع فى أساسه إلى فترات السجن التى كان لها تأثير سلبى من نوع ما على هذا المستوى.. لا.. يجب ألا يقال هذا، لأن كثيرين قبلهم دخلوا السجن، وخرجوا منه أسوياء تماماً، بل ربما دخل المرء السجن مريضاً فى نفسيته، ثم خرج معافى، وليس أدل على ذلك إلا حالة «مانديلا»، فى جنوب أفريقيا، الذى غادر سجنه وهو راغب، ليس فقط فى التصالح مع الناس كافة، وإنما مع خصومه وأعدائه أنفسهم!وإذا كانوا هم فى حاجة إلى علاج حقيقى، فالمرض الذى يعانى منه كل واحد فيهم ليس بالمناسبة مرضاً عضوياً، بقدر ما هو مرض نفسى فى جوهره، ولا علاقة كما نعرف بين المرض النفسى والعقلى.. فهذا شىء وذاك شىء آخر.فإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك حقاً لمن يتدبره ويتأمله طويلاً، فلابد أنهم فى أشد الحاجة إلى أن يخضعوا لدورات علاج من هذا النوع، قبل أن ينخرطوا فى المجتمع، وعندها سوف لا يجدون تناقضاً بينهم وبين سائر الناس فى هذا البلد.والعلاج هنا سوف يكون أقرب إلى التأهيل، أو إعادة التأهيل، منه إلى أى شىء آخر، وسوف يكون الهدف منه إفهامهم بأوضح لغة أن المطلوب أن يقتربوا هم من مجتمعهم، لا أن يقترب هو منهم، لأنهم هم الذين خرجوا عليه، وابتعدوا عنه، ولم يحدث شىء من ذلك إزاءهم من ناحيته هو أبداً.عالجوهم نفسياً، وأعيدوا تأهيلهم قبل أن تذهبوا إلى مصالحة لن تكون، والحال كذلك، مجدية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاج قبل المصالحة العلاج قبل المصالحة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon