توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمل اسمه بنك الأرض

  مصر اليوم -

أمل اسمه بنك الأرض

سليمان جودة

إذا كان قد فاتك أن تقرأ ما كتبه الصديق الأستاذ محمد أمين، على مدى أيام، فى عموده فى «المصرى اليوم» عن ملف الأرض فى مصر، فإننى أدعوك إلى أن تعود لتقرأه، وعندها سوف تكتشف أنه تعرض لواحد من أهم الملفات المسكوت عنها فى البلد، رغم أننا أحوج الناس إلى أن نلتفت إليه، وأن نعطيه كملف ما يليق به من اهتمام يرتكز عليه مستقبلنا بشكل مباشر. هل يمكن أن يصدق أحد أن تكون مساحة بلدنا مليون كيلومتر مربع، ثم يبقى فقير واحد بيننا؟!.. وهل يمكن أن يصدق أحد أن نكون كدولة حائزين لـ238 مليون فدان ثم يبقى بيننا ملايين يبحثون عن عمل دون جدوى، فينتظر كل واحد منهم سنين فى طابور العاطلين؟!.. وهل يمكن لأحد أن يصدق، للمرة الثالثة، أن تكون هذه المساحة من الأرض مطلة على البحر المتوسط بامتداد ألف كيلومتر، وبمثلها على البحر الأحمر، وبآلاف أخرى من الكيلومترات على النيل والبحيرات ثم يشكو أغلبنا من فقر يحاصره فى حياته؟!.. وهل تصدق أنت أن 12 مليون فدان فقط هى التى نزرعها من بين الـ238 مليون فدان، وأن المساحة الباقية متروكة للإهمال كما تراها دون إدارة واجبة وواعية ولا رؤية مفترضة؟! لقد تعرضت من جانبى لهذا الموضوع مراراً قبل ثورة 25 يناير 2011، وحين تابعت صديقى الكاتب الكبير وهو يكتب فيه أحسست بحزن بالغ، وكان مرجع حزنى أن هذا إذا كان واقعاً نعيشه فإن معناه أن ثورتين لم تغيرا شيئاً فينا بعد، وأننا فى حاجة إلى أن نثبت لأنفسنا قبل أن نبرهن لغيرنا أن شيئاً من نوع ما قد تغير فينا، وأن الطريقة التى نفكر بها إزاء ثرواتنا القومية التى نملكها تختلف فيما بعد الثورتين عنها قبلهما. إننا نسمع كثيراً عن كيانات تنشأ لإدارة الأزمات، وإذا كان الأمر كذلك فنحن فى أشد الحاجة إلى كيان ينشأ لإدارة الثروات، ومن بينها بل فى مقدمتها هذه الأرض التى هى أساس حياتنا. ولو أنك راجعت قضايا الفساد المعروضة على المحاكم بعد الثورتين، أو حتى قبلهما، فسوف يتبين لك أن الأرض قاسم مشترك أعظم فيها جميعاً، وأن السبب فى ذلك يعود إلى أن الجهات التى يكون عليك أن تتعامل معها لو احتجت قطعة من أرض بلدك، هى جهات بلا حصر، وما توافق عليه هذه تعترض عليه تلك، بما يفتح باباً للتلاعب، وربما الاحتيال، ومعه الفساد، وهى أمور كلها نحن فى غنى عنها تماماً لو أنشأنا بنكاً للأرض يكون هو الجهة الوحيدة التى تختص بالتعامل فى هذه الثروة على أى مستوى دون منافسة أى جهة أخرى. لم يعترض محمد أمين على أن يكون الجيش، هذه المؤسسة الوطنية العظيمة والعريقة، هو المدير لبنك من هذا النوع.. فليكن.. لأننا نثق فيه بلا حدود.. فالمهم أن يرى بنك بهذا المسمى النور بأقصى سرعة ممكنة، وأن نعرف من خلاله كيف ندير ثروة لا تقدر بمال. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمل اسمه بنك الأرض أمل اسمه بنك الأرض



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon