توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منجم تحت قدمينا!

  مصر اليوم -

منجم تحت قدمينا

سليمان جودة

قلت، صباح أمس، إن الأرض عندنا لاتزال ثروة مهدرة، لأن الدولة تتيح استخدامها أو امتلاكها لمن يريد بشكل عشوائى معقد، ولذلك فنحن أشد الناس حاجة إلى إنشاء بنك ينظم امتلاكها أو استخدامها، ويوم ينشأ هذا البنك الذى أتصور أن يكون اسمه «بنك الأرض» فسوف نكون قد وضعنا أقدامنا على بداية الطريق نحو استغلال ثروة هائلة بين أيدينا لا نعرف قيمتها إلى الآن. هذا عن الأرض التى نملك منها كدولة مليون كيلومتر مربع، والتى لو أحسنا تدبير أمرها بالطريقة التى أشرت بها، أمس، وأؤكد عليها، اليوم، فسوف نكون عندئذ من أغنى دول المنطقة، إن لم نكن أغناها. فإذا تجاوزت مسألة الأرض مؤقتاً، فى هذه اللحظة، فسوف أكتشف معكم أن لدينا ثروة أخرى لا تقل قيمة أبداً عن الأرض، ولكنها مهدرة أيضاً مع كل أسف! هذه الثروة هى النيل بامتداده من أسوان إلى الإسكندرية وبشاطئيه، وبالمساحات الممتدة على الشاطئين لألف كيلومتر أو يزيد، ثم بالجزر المتناثرة فى مجراه! سمعت يوماً من صديق سمع بدوره من المرحوم كمال الشاذلى أن مسؤولاً أجنبياً زاره فى مقر الحزب الوطنى المطل على النيل، وأمسك بذراعه، ثم اتجه نحو النهر وهو يقول للوزير الراحل: لو كان نهر كهذا فى بلدى لغزونا به العالم تصديراً وزراعة وإنتاجاً! ولا أحد يعرف بالطبع بماذا رد «الشاذلى» على المسؤول إياه، ولكن ما نعرفه أن «الشاذلى» لو كان حياً بيننا، اليوم، ثم زاره المسؤول نفسه فسوف يقول له الكلام ذاته، وكأن الزمن يمر على العالم إيجاباً، ويمر علينا سلباً فى كل الأحوال! هذا النهر الخالد ثروة كبرى مثله مثل الأرض تماماً، وإذا كانت هى فى حاجة إلى بنك يحدد أولها من آخرها، ويعرف كيف ينتج مستفيداً من كل شبر فيها فهو - أى النيل - فى حاجة إلى إدارة خاصة به وحده لا تكون تابعة لأى جهة، لنستطيع عند نهاية كل عام مثلاً أن نحاسبها ماذا فعلت به وبماذا عادت منه على خزانة الدولة. فكرة كهذه كيف تغيب عن رجل مثل الدكتور حازم الببلاوى؟!.. فهو رجل اقتصاد فى الأصل، وبالتالى فالمتصور أنه ينظر إلى كل شىء أمامه على أساس واحد هو: كيف يمكن أن يعود منه بأعلى عائد ممكن للدولة؟! كنت أفكر فى أن إدارة للنيل يمكن أن تكون مشتركة بين وزارات السياحة والزراعة والرى، ثم تبين لى فى لحظة أن نزاعاً سوف يقوم بينها وبين بعضها، ثم بينها وبين غيرها بالضرورة، ولهذا فإن إدارة مستقلة تديره يمكن أن تحوله، لو شاءت، إلى منجم يدر ذهباً علينا فى كل صباح.. فمَن من المسؤولين بيننا لهذا المنجم الذى يحسدنا عليه العالم؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منجم تحت قدمينا منجم تحت قدمينا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon