توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدستور لا يعرف نعمة فندى!

  مصر اليوم -

الدستور لا يعرف نعمة فندى

سليمان جودة

لا أملك من ناحيتى إلا أن أشارك الدكتور مأمون فندى حزنه، على أن ابنته «نعمة» ذات العامين والمولودة فى لندن، لن تستطيع فى المستقبل أن تكون وزيرة فى بلدها، لا لشىء، إلا لأنها تحمل جنسية أخرى إلى جوار جنسيتها المصرية، المستندة إلى جنسية أبيها طبعاً! المحزن أكثر، أن الدكتور مأمون عرف أن ابنته محرومة من هذا الحق، فى اللحظة التى كان قد ذهب بها إلى مركز يعلمها العربية فى العاصمة البريطانية، وبينما كان جالساً فى انتظار انتهاء درس اللغة التى تتلقاه هى، وكان يُسلِّى وقته بقراءة الصحف، فإذا به يكتشف أن البنت لن يكون فى إمكانها أن تخدم بلدها من موقع رسمى كهذا، حتى ولو كانت مؤهلة له، وكانت تصلح تماماً لأن تكون أفضل الوزيرات فى عصرها.. فالدستور الذى يوضع حالياً سوف يمنعها، اللهم إلا إذا كتب الله لنا، أن يتحلى بعض الذين يضعونه بنوع من سعة الأفق، بما يجعلهم يكتبون دستوراً يأخذنا بمواده كلها إلى الأمام، لا أن يعود بنا ببعض هذه المواد إلى الوراء! والمقصود بالوراء هنا، أننا يجب أن ننتبه بجميع حواسنا إلى أن محمد على باشا، حاكم مصر قبل 200 سنة، كان يأخذ أبناءها البسطاء ثم يرسلهم إلى باريس، وإلى غيرها ليتعلموا هناك، ثم يعودوا ليكونوا فى خدمة بلدهم، ولم يكن يخشى عليهم طبعاً، لا جنسية أخرى، ولا غيرها، وإنما كان كل همّه أن يرجع هؤلاء الذين استناروا فى الخارج، ليضيئوا عقول مواطنيهم فى كل أرجاء البلد. هل يصدق أحد أن نصاً كهذا لو بقى فى الدستور، سوف يمنع رجلاً من نوعية محمد العريان - مثلاً - من أن يتولى موقع الوزارة فى بلده، مع ما نعرفه عن العريان، من أنه مصرى ابن مصرى، وأنه واحد من أهم الاقتصاديين فى العالم هذه الأيام، ولكن مشكلته مستقبلاً، أن دستور 2013 سوف يمنعه، اللهم إلا إذا تغلب العقل على ما سواه، داخل لجنة صياغة دستورنا فى لحظاتها الأخيرة، وهى تضع النص النهائى! ففى وقت من الأوقات، كان المهندس رشيد، وزيراً فى حكومة نظيف، وكان واحداً من أكفأ الوزراء، وقد تمنيت لو أنه رئيس لحكومة مصر فى الوقت الحالى، أو وزير فيها على أقل تقدير، وفى كل الأحوال، فإن جنسيته غير المصرية التى يحملها لم تمنعه من الإخلاص لبلده، ولا من تقديم أفضل ما عنده له، عندما كان فى الحكومة، ولن تمنعه فى مقبل الأيام، لو أن الله أراد له أن يعود إلى موقع من مواقع المسؤولية مرة أخرى، ولو أن الذين يحكمون البلد حالياً، انتبهوا إلى أنه لا يجوز أن يكون الرجل مستشاراً لأكثر من حكومة فى أكثر من بلد فى المنطقة حولنا، ثم يكون بلده محروماً من جهده، وطاقته، وعقله! وبالمناسبة، فإن نعمة مأمون فندى، تستطيع فى إنجلترا، أن تتولى الموقع ذاته، الذى يحرمها منه دستور بلدها، فلا تكونوا فى لجنة الدستور ملكيين أكثر من الملك نفسه.. وملك ماذا؟! ملك إنجلترا بجلالة قدرها! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدستور لا يعرف نعمة فندى الدستور لا يعرف نعمة فندى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon