توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفقًا بجورج إسحاق

  مصر اليوم -

رفقًا بجورج إسحاق

سليمان جودة

ما يميز الدكتورة غادة شريف فيما تكتبه فى «المصرى اليوم» يومى الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع أنها تتمتع بدرجة عالية من القدرة على السخرية من أوضاع مائلة تراها حولها فى المجتمع، وهى توظف سخريتها مع خفة دم لا تخطئها عين فى محاولة تقويم أمور سيئة كثيرة لا يجوز أن تبقى على سوئها بعد ثورتين! وحين تتجاوز انتقاد الأوضاع إلى الأشخاص فإنها تقسو عليهم أحياناً دون مبرر، وترميهم بسهامها النافذة دون رحمة، فيبدو كل واحد فيهم بين يديها والحال هكذا وكأنه متهم صدر فى حقه حكم نهائى بالإدانة التى لا تحتمل النقض ولا الإبرام. حدث هذا من جانبها من قبل مع عمرو موسى على سبيل المثال، وبدا الرجل فى سطورها مجرداً من كل شىء جيد، يمكن أن يكون قد أنجزه على مدى حياته، ولم أكن من ناحيتى ضد انتقاد «موسى» أو غيره، فجمعينا بشر والبشر خطاؤون بطبعهم، وإذا اختار أحدهم أن يتعرض للعمل العام فليتحمل ما سوف يُقال عنه وما سوف يواجهه وما سوف يراه مكتوباً أو مذاعاً عنه فى كل صباح. غير أن هذا شىء، وتجريد الشخص من كل شىء جيد يمكن أن يكون قد فعله، ولو بطريق الخطأ، شىء آخر.. فعمرو موسى له أخطاؤه التى قد لا ينكرها هو نفسه، غير أنه فى الناحية الأخرى رمز سياسى معتبر فى حياتنا، وهذا ما يجب أن نراعيه إذا ما قررنا أن نتعرض لشىء قاله أو قرره ولم يعجبنا. وما يقال عنه يقال عن الدكتور جورج إسحاق الذى ناله ما ناله من غادة شريف مؤخراً، رغم أنه كان أسبقنا جميعاً فى حمل رأسه على كفيه أيام مبارك حين أسس حركة «كفاية»، وصاح بشعارها فى وجه الرئيس الأسبق، وكان وهو يفعل ذلك يعرف أنه يمكن أن يفقد حياته فى مقابل ما يفعله، ولكنه مع ذلك لم يتوقف ولم يتراجع ولم يساوم، وهو ما يُحسب له قطعاً، ثم إنه يشفع له إذا ما أقدم فى أيامنا هذه على شىء لا نوافقه عليه. وما هو أهم أنى أرى فى هذا الرجل رمزاً مصرياً قبطياً أصيلاً، بمعنى أنه فى الأيام التى تصدى فيها لرغبة «مبارك» فى البقاء فى الحكم إلى النهاية أو توريث ابنه من بعده، كان - أقصد جورج إسحاق - يمارس ما يمارسه بامتداد سنوات دون سعى من أى نوع نحو مصلحة أو غرض أو هوى على أى مستوى لا لشىء إلا لأنه كان هناك شىء واحد يحركه فى كل أحواله هو مصريته الخالصة التى لا ينازعها فى أعماقه أى منازع آخر فى أى اتجاه، وهذا فى حد ذاته أمر مضىء للغاية فى حياته. ما أريد أن أقوله اختصاراً أن فى حياتنا رموزاً قليلة، ولأنها قليلة فإننى لا أطلب أن نتوقف عن نقدها، وإنما أطلب - فقط - الترفق بها! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفقًا بجورج إسحاق رفقًا بجورج إسحاق



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon