توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلا الجيش

  مصر اليوم -

إلا الجيش

سليمان جودة

قبل ثورة 25 يناير لم يكن أحد فى الإعلام كله يجرؤ على أن يذكر الجيش بالطيب، ولا بغير الطيب، وكان هذا فى تقديرى، وفى تقدير كثيرين جداً غيرى، هو الوضع الصحيح، لأن ما يجوز على أى شىء لا يجوز أبداً على الجيش، وكان القانون دائماً فى انتظار أى شخص يخوض فى شأن المؤسسة العسكرية، ليعيد تذكيره بما يجب ألا ينساه. وحين قامت ثورة يناير، تجرأ كثيرون على هذه المؤسسة الوطنية العظيمة، بما لا يليق، وكان «الإخوان» مع الأسف يغذون ذلك الشعار البغيض، الذى كان بعضنا يردده دون وعى، وأقصد شعار: يسقط حكم العسكر. ولو أنصف الذين رددوه ذات يوم، فيما بعد ثورة يناير، وكذلك الذين قد يرددونه اليوم، لأدركوا أن جيش بلادهم لا يمكن أن يقال عنه أبداً إنه «عسكر» لا لشىء إلا لأنها كلمة هابطة فى معناها، ولا تليق بمقام جيش مصرى، هو من أعظم، ثم أعرق الجيوش فى العالم. أقول هذا، لأن بيننا هذه الأيام أشخاصاً يعتقدون بعد ثورتين أن من حق أى مصرى أن ينتقد المؤسسة العسكرية فى الإعلام كما يشاء، وأن يقول عنها ما يقوله مثلاً عن الشرطة أو عن غيرها من مؤسسات الدولة. وإذا كان بيننا من يعتقد بهذا، فلابد أنه مدعو لأن يراجع اعتقاده هذا متطوعاً، قبل أن يراجعه مرغماً، ليس لأننا نصادر على حقه فى انتقاد ما يحب فى بلده، وإنما لأن المؤسسة العسكرية، طول عمرها، بعيدة عن أن تكون طرفاً فى مثل هذا الصخب الدائر حولنا، ومن حقها علينا أن نجعلها بعيدة عنه، وألا نجعلها طرفاً فى أى معركة فى الإعلام، فهى الرصيد الباقى لكل واحد فينا أياً كان توجهه، وليس من الحكمة أن نبدد هذا الرصيد فى غير موضعه، ولا فى غير مكانه. وقد يسأل أحدنا ويقول: ومن إذن يمارس الرقابة عليها إذا كان هذا الحق سوف يكون ممنوعاً على الإعلام؟!.. وسوف أرد لأقول بأن عندها أجهزة الرقابة الخاصة التى تستطيع أن تنهض بهذه المسؤولية، وهى أجهزة تعرف تماماً ماذا تفعل، وماذا عليها أن تفعل، وبصراحة أكثر فإن من مصلحتنا جميعاً أن ننأى بجيشنا وبقائده عن أى خلاف قد ينشب بيننا. والمقصود بالقائد هنا، ليس الفريق أول السيسى، بشكل خاص، وإنما أى قائد جاء قبله، وأى قائد سوف يأتى بعده، فأنا أتكلم عن قضية لا عن أشخاص، وأتحدث عن مؤسسة بكاملها، لا عن أفراد فيها. فى برلمانات العالم كله، لا يجرى تداول شؤون الجيش، أى جيش، على الملأ هكذا، وإنما يتم داخل إطار مغلق، ومحدد، وهو ما يوازيه عندنا لجنة الأمن القومى فى البرلمان، والقصد دائماً أن يظل الجيش، بحكم وضعه الخاص جداً، بمنأى تماماً عن أى جدل عام ينال منه، ولا يضيف إليه. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلا الجيش إلا الجيش



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon