توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النهر الذى لا نعرفه

  مصر اليوم -

النهر الذى لا نعرفه

سليمان جودة

مضيق البوسفور، فى مدينة إسطنبول التركية، أصبح موضوعاً لخبر فى أكثر من صحيفة هذه الأيام، أما السبب فهو أن خطاً للسكة الحديد قد امتد فى نفق أسفل المضيق، ليربط بين شاطئ المدينة الأوروبى وشاطئها الآسيوى! الربط بين شاطئى المدينة ليس هو موضوعنا هنا، رغم أنه لا يربط بينهما فقط، وإنما يتجاوز ذلك، ليجعل راكب القطار من لندن قادراً على أن يواصل رحلته إلى بكين فى عمق الصين! موضوعنا الذى أريد أن ألفت الانتباه إليه فى غمرة ما يجرى هو شاطئ المضيق فى إسطنبول الذى يقع تارة فى ناحية أوروبا وتارة أخرى فى ناحية آسيا، وفى الحالتين فإنه يمثل مصدر دخل بلا حدود للخزانة العامة التركية، لا لشىء، إلا لأن الحكومة هناك عرفت وتعرف كيف توظفه جيداً، وكيف تستثمر فيه كما يجب، وكيف تجعله جاذباً للسائح، وللمواطن معاً، فى كل وقت. وبطبيعة الحال، فإن مضيقاً هذا هو حاله، لابد أن يستدعى إلى أذهاننا بالضرورة حال نهر النيل الذى يفصل بين القاهرة، فى اتجاه، وبين الجيزة، فى اتجاه آخر. لا أتحدث عن الجزر الممتدة فى مجرى النهر من أسوان إلى الإسكندرية، فهذا موضوع مختلف سوف أعود إليه، ولكنى فقط أريد أن أقارن بين شاطئين هنا، وبين شاطئين هناك، ثم بين استثمار على أفضل ما يكون فى تركيا، لكل شبر فى الشاطئين معاً وبين شاطئين عندنا لايزالان أرضاً مستباحة لكل من يريد أن يفعل ما يجول بخاطره، دون أن يكون ذلك كله محكوماً برؤية مسبقة تهدف إلى أن يكون الشاطئ مزاراً للملايين من السياح والمواطنين بامتداد العام. راقب أنت شاطئ النهر الخالد من شبرا إلى المعادى، على الجانبين، وسوف ترى أن نادياً عشوائياً قد أقيم هنا، وأن مركباً سياحياً قد رسا هناك، دون تنظيم ولا ترتيب، ثم حاول أن تحصى كم سائحاً يأتى من بلده ليقصد النيل فى الأصل، وسوف تكتشف وقتها أن نيلنا الذى تحسدنا عليه سائر الدول، لايزال مجرد مجرى للماء يجرى فيه من جنوبه إلى شماله، وكأنه ترعة كبيرة.. لا أكثر! أريد أن أقول إن حضور البوسفور فى وسائل الإعلام فى الوقت الحالى، يجب أن يكون فرصة متجددة نذكر من خلالها أننا لم نضع النيل على خريطة الاستثمار بعد، وأننا مقصرون فى هذا الاتجاه، بما لا يجوز ولا يليق، وبما يجعل من شاطئ النهر، فى العاصمة خصوصاً، وفى البلد عموماً، ثروة مهدرة حقاً. فهل يقيض الله تعالى لنيلنا الممتد لألف كيلو متر، رجلاً، يعوِّض تقصيرنا الطويل إزاءه فى حق أنفسنا مرة، قبل أن يكون تقصيراً فى حقه المجرد كنهر مرات؟! هى مسألة لا تحتمل التأجيل ولا الانتظار. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النهر الذى لا نعرفه النهر الذى لا نعرفه



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon